"ممنوع الدخول إلا بدعوات".. جملة رددها مئات المرات جنود الأمن وكشافة كنيسة العذراء والقديس اثناثيوس، على مسامع عشرات الأهالي من المواطنين الأقباط والنشطاء ممن أرادوا حضور صلاة الجنازة على ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية لكنهم فوجئوا عند وصولهم إلى مقر الكنيسة بمنعهم من الدخول واقتصار الأمر على دعاوى وزعتها الكنيسة على أهالي "الضحايا" فتجمعوا خارج الكردونات الأمنية التي حاوطت مبنى كنيسة العذراء وأغلقت كل الطرق المؤدية إليها.
وقتل 25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في انفجار وقع بقاعة الصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بحي العباسية أثناء صلاة قداس يوم أمس الأحد بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي.
وأقيمت صباح اليوم بكنيسة العذراء والقديس اثناثيوس مراسم الجنازة وقداس الصلاة على الضحايا.
وخلال إجراء مراسم الجنازة اصطف عشرات الأقباط أمام مبني الكنيسة لمحاولة الدخول، ورددوا هتافات احتجاجية ضد الحادث، وضد منعهم من حضور القداس بالكنيسة، مطالبين بإقالة وزير الداخلية.
وعبرت إحدى السيدات لأحد جنود الأمن عن غضبها، قائلة "يعني ايه الدخول بدعوات عشان نحزن على اخواتنا بقينا محتاجين دعوات"، وقال رجل آخر غاضب "الأقباط ممنوعون من دخول الكنيسة لحضور الجنازة إلا بدعوات، لكن المتفجرات تدخل عادي من غير دعوة".
وهتف المحتشدون أمام الكنيسة "عايزين ندخل"، و"ياوزير الداخلية.. ليه الأقباط دايمًا ضحية".
أحد المسئولين عن التنظيم بالكنيسة قال، لأصوات مصرية رافضًا نشر اسمه، إن "هذا القرار تم اتخاذه للمحافظة على النظام ومنع التكدس والفوضى داخل الكنيسة حتى تتم مراسم الجنازة بسلام".
وعقب أداء الصلاة، تجمع العشرات من الأقباط أمام صف طويل من سيارات الإسعاف حمل جثامين الضحايا، في "جنازة شعبية" قبل أن تغلق قوات الجيش الطريق أمام المسيرة من جديد، وتطالب الأقباط بالرحيل لأنه لن يسمح إلا بمرور الجثامين فقط لتنضم للجنازة الرسمية التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة.
وتجددت الهتافات في شارع صلاح سالم "مش عايزين منصة" في إشارة للجنازة الرسمية.
وقال عياد مجدي العامل بمصنع السكة الحديد والذي أتى من محافظة بني سويف خصيصًا للمشاركة في الجنازة، "لا افهم كيف يمنعونا من حضور جنازة اخواتنا، ورغم ذلك صممنا وجينا رغم كل تعليمات الكنيسة، دول أخواتنا".
أما شنودة نبيل، العامل بالعاصمة الإدارية الجديدة، فقال، لأصوات مصرية، "فوجئنا صباح اليوم بقصة الدعوات، فطالبنا بأن تدخل النساء إلى الكنيسة، لكنهم رفضوا وبدأوا في شتيمتنا وضربنا بعصيان كشافة الكنيسة"، قاطع الحديث مواطن آخر يدعى أبانوب قائلًا "خايفين من مجرد هتاف جوه الكنيسة، للدرجة دي البابا والسيسي خايفين من مجرد هتاف".
على الجانب الآخر، قال أحد المحتشدين، لأصوات مصرية، "فكرة الدعوات هذه للنظام، الكنيسة تريد توديع الشهداء ودفنهم دون مشكلات"، ثم أضاف "لو كل حاجة في البلد دي اتنظمت زي الكنيسة ما بتنظم أمورها مكنتش القنابل تدخل الكنائس وتفجرها".
تعليقات الفيسبوك