تكدس كبير وزحام، يشعرك للوهلة الأولى أن منتجًا ما يوزع هنا بالمجان. لكن ما أن تقترب حتى تقابلك لافتة صغير مكتوب عليها "بنك الدم الرئيسي- مستشفيات عين شمس".
رجال كبار وشباب وسيدات وفتيات يقفون تحت هذه اللافتة أملا في أن يستطيعوا التبرع بالدم لضحايا حادث الانفجار الذي وقع اليوم الأحد بقاعة الصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذي راح ضحيته 25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات.
دعاء علي، لبت نداء التبرع بالدم بعدما علمت من وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك نقصا في أكياس الدم وأن المستشفيات في حاجة ماسة إليه.
أنهت دعاء عملها كممرضة بمستشفى عين شمس التخصصي، وقررت أن تنضم لركب المتطوعين، تقول دعاء، لأصوات مصرية، "عرفت عن طريق الإنترنت فقررت أنزل اتبرع لأني عارفة يعني أيه لما يكون مريض محتاج دم".
انتظرت دعاء نحو ساعة أمام المكان المخصص للتبرع بالدم بمستشفى الدمرداش لكن الزحام منعها من الدخول فقررت أن تتوجه إلى مستشفى دار الشفاء القريب، وعندما توجهت إلى هناك أخبرها الأمن أن المستشفى لا يتلقى تبرعات بالدم وعليها الذهاب إلى المستشفى الإيطالي حيث يمكنها هناك أن تتبرع.
وإذا كانت دعاء قررت البحث عن مستشفى تتبرع فيه بدلا من زحام الدمرداش فإن عفاف جرجس، لم تمل هي وبناتها من الانتظار الذي كتب عليهم منذ الواحدة ظهرا فور وقوع الحادث.
تقول عفاف "عرفت من التلفزيون أنهم عايزين دم، فقررت أنا وبناتي ننزل نتبرع".
تضيف عفاف "أول لما جينا لموا مننا البطايق (بطاقات الرقم القومي) وقالوا هينادوا على أسامينا واحد واحد وحتى الآن ماجاش دورنا".
على باب المكان المخصص للتبرع بالدم يقف شاب يحاول تنظيم الداخلين للتبرع حتى لا يحدث تكدس، يصرخ في الواقفين أحيانا "مش هينفع ناخد بطايق إلا كمان ساعة، لأن عندنا بطايق كتيرة جدا.. الانتظام هيخلينا نساعدكم ونساعد الناس".
يقول مينا فوزي، إن هذه هي المرة الأولى التي يأتي ليتبرع فيها بالدم، مشيرا إلى أنه علم بحاجة المستشفى للتبرع بالدم أثناء وجوده في الكاتدرائية بعدما ذهب إليها عقب وقوع الحادث بقليل.
ويقول "عرفت من الكاتدرائية وما ترددتش أني آجي اتبرع بالدم.. كلنا واحد".
ويهمس إسحاق عازر، في أذن زميله "شوف يا أخي الشكل حلو أزاي.. مسلمين بنات وولاد جايين يتبرعوا وهما عارفين أن دمهم رايح للمسيحيين"، فيسكته زميله "خلاص مش وقته الكلام ده"، فيرد عليه "أنا بقول كده علشان مش لاقي منطق للي بيفجروا دول.. احنا طول عمرنا واحد".
وانتشرت دعوات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر للتبرع بالدم لصالح المستشفيات التي تضم عددا من مصابي الانفجار.
تعليقات الفيسبوك