لم تزدها خطوط الزمن إلا جمالا ولم تكسرها الأحزان المتعددة التي مرت في حياتها.. إنها أيقونة البهجة الفنانة "شريهان"، التي تحل ذكرى ميلادها اليوم.
ولدت الفنانة شريهان في القاهرة عام 1964، ودرست الرقص التعبيري وهي طفلة بإحدى مدارس باريس، وبدأت حياتها الفنية وهي لا تزال في الرابعة من عمرها، وسرعان ما انخرطت في عالم التليفزيون والمسرح والسينما.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، لأصوات مصرية، إن "الرقص كان حياة الفنانة شريهان ليس فقط في الفوازير ولكن في المسرح، وكانت إيرادات مسرحياتها الاستعراضية تنافس وتتفوق على إيرادات أكبر نجوم زمانها".
وكان الموسيقار وعازف الجيتار عمر خورشيد شقيق الفنانة شريهان هو بوابتها إلى عالم النجومية، حيث تبناها فنيا وكان يدربها على العزف، كما كان أول ظهور لها في التليفزيون بصحبته وهي طفلة في برنامج المذيعة الراحلة أماني ناشد.
وتحكي شريهان في أحد اللقاءات كيف كان انضمامها إلى عالم الفن من قبيل المصادفة، قائلة "لم أعشق الفن كالأخريات، ولا أدعي أن المواهب كانت تتدفق في دمائي، بل أعترف بأنني أصبحت فنانة بالمصادفة وبدون أي قصد، كنت في طفولتي سريعة البديهة وأتعلق بأخي عمر خورشيد أينما ذهب، وعندما عرض علي البعض أن أمثل فوجئت بعد أن جربت هذا بأنني تحولت إلى نجمة شهيرة، هذا كل ما حدث لا أكثر ولا أقل".
وكانت وفاة الفنان عمر خورشيد عام 1981 في حادث سير مروع من أكبر الأحزان التي عايشتها شريهان وتركت في نفسها بالغ الأثر، وكانت تشير إليه دوما بـ "أخي وأبي وكبيري وحبيبي".
وفي عام 1989 تعرضت شريهان نفسها إلى حادث سير في محافظة الإسكندرية كاد أن يودي بحياتها، ونتج عنه إصابتها بكسر في العمود الفقري استدعى سفرها للخارج للعلاج، وظلت لعدة سنوات تحت الإشراف الطبي بعيدا عن عالم الفن إلا أنها عادت بقوة كعادتها من خلال مسرحية "شارع محمد علي".
وأثيرت الأقاويل وقتها حول ما إذا كان ذلك الحادث مُدبرا من قبل إحدى الشخصيات السياسية المهمة في الدولة.
وتميزت شريهان بالخفة وتنوعت موهبتها بين التمثيل والغناء والرقص والاستعراض، وهو ما جعلها تتربع لسنوات طويلة على عرش الفوازير الرمضانية ولم ينافسها في تقديم الفوازير قديما أو حديثا سوى الفنانة نيللي.
كانت البداية بفوازير "ألف ليلة وليلة" عام 1986 واستمرت لعدة مواسم (عروس البحور، وردشان وماندو، كريمة وحليمة وفاطيمة)، كما قدمت فوازير "حول العالم"، وكانت آخر فوازيرها "حاجات ومحتاجات" عام 1994.
وتميزت الفوازير التي قدمتها بالإبهار من خلال الملابس المبهجة والاستعراضات المدهشة التي عرفت الناس تارة بالاختراعات والابتكارات البشرية في "حاجات ومحتاجات" وتارة أخرى ببلدان العالم في "حول العالم" كما أثارت خيالهم بالمغامرات التي قدمتها في حكايات "ألف ليلة وليلة".
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله "بالإضافة لخفتها وظرفها وقدرتها المدهشة على الرقص كان فيه ميزانيات ضخمة بتتصرف على اللبس ومصممي الاستعراضات وكُتَّاب الأغاني والملحنين وده خلى الفوازير تطلع بشكل مبهر محدش عرف يكرره بعدها".
وبالإضافة للفوازير قدمت عشرات الأدوار في السينما والمسرح أشهرها مسرحية "سك على بناتك" و"علشان خاطر عيونك"، ومن أفلامها "العذراء والشعر الأبيض"، و"الطوق والأسورة" و"عرق البلح" و"خلي بالك من عقلك".
وعانت الفنانة شريهان من زيجة فاشلة (علال الفاسي) قبل أن تتزوج من رجل الأعمال الأردني "علاء الخواجة"، وتنجب منه "لولوة" و"تالية القرآن".
وامتدت حياتها الفنية حتى عام 2002 حيث اضطرت للاعتزال بسبب معاناتها مع مرض السرطان، وخضعت وقتها لجراحة في الجانب الأيمن من وجهها لاستئصال الورم الخبيث واستمرت رحلة علاجها لعدة سنوات حتى استجاب جسدها للعلاج، وبعد سنوات من الاختفاء فاجأت شريهان جمهورها ومحبيها بصورها التي نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تبدو فيها بغاية الأناقة والجمال كعادتها دوما.
وترددت مؤخرا أقاويل عن عودة الفنانة شريهان للساحة الفنية بعد نحو 14 عاما من الغياب من خلال مسلسل من إنتاج شركة العدل جروب يعرض في رمضان عام 2017، ولم تفصح الشركة عن تفاصيل بشأن طبيعة العمل الذي يترقبه بلهفة محبو الفنانة الجميلة التي تتغلب في كل مرة على أحزانها وتعود إلى جمهورها بجرعة أكبر من البهجة.
تعليقات الفيسبوك