اتخذت مصر خطوة جديدة في تحديها للسياسة الاقليمية للمملكة العربية السعودية بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمه الرسمي للنظام السوري وجيشه الوطني.
وفي تقرير تحت عنوان "مصر وسوريا: الرئيس السيسي يدعم رسميا الأسد"، أوضح موقع "جيوبوليس" التابع للتليفزيون الفرنسي أنه على الرغم من البرود الذي أصاب العلاقات بين السعودية ومصر نتيجة مواقف السيسي بشأن سوريا، إلا أن الرئيس المصري اتخذ خطوة جديدة في تحديه للمملكة بإعلان دعم بلاده رسميا لجيش بشار الأسد في كفاحه ضد المتشددين، الأمر الذي يجعله يخاطر بـحدوث "طلاق كبير" مع السعودية داعمه الاقتصادي الرئيسي بعد الولايات المتحدة.
وأضاف التقرير أن الرئيس المصري أكد بشكل مقتضب خلال محادثة مع التليفزيون العام البرتغالي "RTP" أنه يدعم رسميا جيش بشار الأسد، قائلا إن "أولويتنا هي دعم الجيوش الوطنية على سبيل المثال في ليبيا من أجل دعم تحكم الجيش في الأرض والتعامل مع العناصر المتطرفة، نفس الأمر في سوريا والعراق".
وحينما سأله الصحفي هل يتحدث عن الجيش السوري بالتحديد، أي بشار الأسد، رد السيسي ببساطة "نعم".
مخاطرة بالقطيعة
وقال التقرير إنه الرئيس المصري، الذي حٌرمَ في السابق من شحنات وقود سعودية حيوية بسبب دعمه لمشروع روسي بشأن سوريا في الأمم المتحدة، يخاطر هذه المرة، بدعمه الرسمي لنظيره السوري، بقطيعة خطيرة مع المملكة، الذي دعمت نظامه بقوة منذ ما يقرب من 3 أعوام.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه المخاطرة تبدو محسوبة للقاهرة، نظرا للجهود التي يبذلها الرئيس المصري منذ فترة للتقارب مع موسكو، هذا التقارب الاستراتيجي الجديد الذي تنتظر القاهرة جني ثماره الاقتصادية، ومن بينها عودة الرحلات التجارية المعلقة منذ تحطم طائرة روسية في سيناء نهاية أكتوبر 2015، وكذلك عودة السياح الروس للبلاد.
ويختلف موقف مصر مع الموقف السعودي في التعامل مع الحرب الأهلية السورية التي بدأت قبل خمس سنوات حيث تعطي القاهرة الأولوية للحل الدبلوماسي ولا تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. فيما تدعم السعودية جماعات معارضة وترى أن رحيل الأسد جزء من حل الأزمة السورية.
وخلال حواره مع القناة البرتغالية، أكد السيسي أن "موقفنا في مصر هو احترام إرادة الشعب السوري، وحل سياسي للأزمة هو أفضل طريقة لتحقيقها".
تقارب مصري إيراني
وبالتزامن مع القطيعة المحتملة بين القاهرة والرياض، يلوح في الأفق تقارب بين مصر وإيران تحاول السعودية تجنبه.
وقال التقرير إنه بتقارب مصر مع موسكو ودمشق، فهناك تطبيع يتشكل مع حليفهم الإقليمي إيران.
وأشار إلى أن العلاقات التي انقطعت بين القاهرة وطهران منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل في 1979، شهدت بعض الدفء عقب سقوط الرئيس مبارك إلا أنها توترت من جديد عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
وأشار التقرير إلى تحسن ملحوظ بدأ يظهر خلال الفترة القليلة الماضية التي برزت خلالها اختلافات المواقف بين مصر والسعودية.
وفي 21 نوفمبر الجاري، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهران قاسمي، أن بلاده مستعدة لتحسين العلاقات مع مصر، وقال "نريد دائما أن يكون لدينا علاقات مع مصر وشعبها في أحسن الأوضاع واستكشاف إمكانيات البلدين".
وبحسب قاسمي، سوف يتخطى البلدان الخلافات في بعض القضايا الثنائية، لاسيما وأن القاهرة وطهران لديهما "مواقف مشتركة" فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية.
وأشار التقرير إلى أن هذا التحسن في العلاقات هو ما تسعى السعودية بشدة لتجنبه في ظل خصومتها القديمة مع ايران.
تعليقات الفيسبوك