قالت شبكة اريج للصحافة الاستقصائية، التي تعمل في تسع دول عربية بينها مصر، إن أكثر من 300 صحفي عربي وعالمي سيشاركون في الملتقى التاسع للشبكة والذي يعقد في منطقة البحر الميت في الأردن مطلع الشهر القادم.
ويتزامن الملتقى الذي يستمر من الاول الى الثالث من ديسمبر، مع الاحتفال بالذكرى العاشرة على انطلاق عمل اريج (إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية) في الدول العربية.
وقالت رنا الصباغ المدير التنفيذي لأريج إن الشبكة نجحت إلى حد كبير خلال العقد الماضي في ترسيخ ثقافة الصحافة الاستقصائية الغائبة عن معظم غرف التحرير العربية، نتيجة معوقات سياسية ومهنية وقانونية ومجتمعية ومالية وأخرى مرتبطة بإملاءات السلطة ورأس المال.
واضافت في بيان للشبكة، ومقرها عمان، يوم الاربعاء "عملنا في بيئة طاردة وأقرب ما تكون إلى المستحيلة، لذلك فمن حق جميع من ساهم في تأسيس أريج وتطويرها، ونفّذ مئات التحقيقات بإشرافها ودعمها وكان سبباً في تفعيل دور "السلطة الرابعه" أن يحتفل بقصة نجاحنا هذه".
وسيعقد الملتقى تحت شعار "أريج: عقد من صحافة الاستقصاء العربي: نرى، نسمع، نكشف".
وقالت مدير أريج "أصبحنا مثالاً للصحافة المحترفة والمستقلة التي باتت مصدر إلهام لعديد المؤسسات الإعلامية خارج نطاق عمل الشبكة، ما شجّع مجلس إدارة أريج على اتخاذ استراتيجيات جديدة، سيعلن عنها في نهاية الملتقى لتمنح الشبكة قدرة أكبر على الحركة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الصحفيين الجادين في العالم العربي، بعد أن أضحت أريج عنواناً للصحافة المحترفة التي تساهم في إحداث تغيير صوب الأفضل".
يستضيف ملتقى هذا العام وولتر "روبي" روبنسون، رئيس الفريق الصحفي الاستقصائي المعروف بـ "سبوتلايت" أو "في دائرة الضوء" في صحيفة "بوسطن جلوب" الذي فضح تحرش كهنة الكنيسة الكاثوليكية بالأطفال في أبرشية بوسطن، والذي تحولت قصته إلى فيلم سينمائي فاز بجائزة الاوسكار 2016.
يشارك في الملتقى أيضاُ نخبة من المدربين الصحفيين في العالم منهم يسري فوده، أحد مؤسسي شبكة أريج ورئيس تحرير ومقدم برنامج "السلطة الخامسة" على فضائية دويتشه فيله، والأسترالي أيفو بوروم، كبير مطوري صحافة الهاتف المحمول "الموجو" وفريق عمل تحقيقات "أوراق بنما" من الولايات المتحدة والذين قادوا أضخم جهد استقصائي عابر للقارات.
وتقدم ديمة الخطيب، رئيس تحرير منصة +AJ عرضاً حول طرق تحويل المحتوى الوارد من الجمهور لتقديم خدمة الأخبار على شكل مقاطع فيديو، إضافة إلى رسوم توضيحية (إنفوجرافيك) ومحادثات عبر سكايب ولمسات شخصية أخرى.
وتركز جلسات الملتقى على ضمان أمن وسلامة الصحفيين الجسدية، وحماية ملفاتهم الإلكترونية، وتدقيق المعلومات المتدفقه عبر الانترنت وتتبع مسارات أموال مختلسة إلى جزر الملاذ الضريبي. وتتناول ايضا تقنيات السرد القصصي البصري الحديثة، والتعامل النفسي مع الصدمات والضغوط، والكتابة للمنصات الإعلامية المختلفه،و دعم التحقيقات الاستقصائية بصور احترافية، وطرق عرض القصص عبر البيانات وسرد التحقيقات الاستقصائية الطويلة والقصيرة على منصات مختلفة.
ويشهد الملتقى عرض تحقيقات استقصائية مرئية ومكتوبة عن انتهاكات البيئة وحقوق الإنسان واستغلال المستهلك أنجزت في مناطق عمل الشبكة؛ الأردن، سوريا، لبنان، مصر، البحرين، اليمن، العراق، فلسطين وتونس.
ويستقطب الملتقى إعلاميين من دول عربية أخرى: الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، موريتانيا والسودان والجزائر وليبيا ما يعد فرصة نادرة لتواصل مبدعين عرب مع خبراء دوليين في صحافة الاستقصاء، لهم حضور مميز في مؤتمرات دورية تنظمها منظمة الصحفيين والمحررين الاستقصائيين/ أمريكا والاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ICIJ.
وفي ختام الملتقى، الذي يعقد في الأردن للمرة الثامنة، توزع الجوائز على الأريجيين الذين أنجزوا أكثر التحقيقات تأثيراً هذا العام عن فئات المطبوع والمرئي القصير/الطويل وجائزة خاصة لأفضل تحقيق استقصائي عابر للحدود.
وعقد الملتقى خارج الاردن مرة واحدة حتى الآن حين استضافت القاهرة دورته الخامسة عام 2012 .
وفازت اصوات مصرية العام الماضي بالجائزة الثانية لاريج فئة المطبوع عن تحقيق "القتل عبر الاثير" للزميل سعادة عبد القادر.
ومنذ نشأتها في أواخر 2005 في عمان، درّبت أريج ما يزيد عن 1600 صحفي ومحرر وأستاذ إعلام وطالب وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في وسائط إعلام في الاردن، تونس، فلسطين، اليمن، مصر ولبنان وشجعت على قيام ست مؤسسات استقصائية محلية في تونس والعراق وفلسطين وسوريا واليمن. كما أشرفت الشبكة على بث ونشر قرابه 450 تحقيقاً استقصائياً على فضائيات محلية وعربية ودولية.
وتستخدم عدة كليات إعلام عربية مساق أريج التدريسي (ثلاث ساعات فصلية معتمدة) المبني على منهجيتها الميدانية للصحافة الاستقصائية.
تعليقات الفيسبوك