رغم المعاناة الشديدة التي يلاقيها قطاع السياحة في مصر حاليا، إلا أن سامر سيد، مرشد سياحي مصري، استطاع الأسبوع الماضي أن يحصل على الجائزة الذهبية كأفضل مرشد سياحي في العالم.
وجائزة أفضل مرشد سياحي هي الجائزة العالمية الوحيدة من نوعها، وتُمنح من خلال مجلة سفر البريطانية، حيث يتم ترشيح المرشدين المتميزين من قبل السياح الذين تعاملوا معهم، ثم تختار من بينهم لجنة تحكيم الجائزة التي تضم مجموعة من الخبراء السياحيين في العالم.
يقول سامر، أو سمسم كما يحب أن ينادى، لصحيفة تليجراف البريطانية، عن فوزه بالجائزة "شعور جميل أن يحب كل هؤلاء السياح السفر معي".
واجه سامر، الخبير في المصريات، عقبات كثيرة خلال السنوات الماضية منذ أحداث الربيع العربي، فيقول في حواره مع الصحيفة البريطانية "ماذا تفعل لو أنك بنيت كل حياتك كمرشد سياحي، ثم وجدت أنه لا سائح يريد أن يأتي لزيارتك، أو أنهم يتم منعهم من الوصول إليك".
"عندما بدأت العمل كمرشد سياحي كان لدينا 10 آلاف شخص يزورون المواقع الأثرية الرئيسية في مصر كل يوم، لكن في 2013 أصبح العدد صفرا.. لم يكن هناك أحد لا في القاهرة ولا الأقصر ولا الأسكندرية"، يضيف سامر، الذي تحدث للصحيفة على هامش استلامه الجائزة.ترك سامر، العمل في السياحة بعد هذه الأزمة، لكنه عاد مرة أخرى للعمل كمرشد لدى إحدى وكالات السفر العالمية.
ويرى أفضل مرشد سياحي في 2016 أن الوضع تحسن نسبيا الآن "أهرامات الجيزة ووادي الملوك بالأقصر يزورهم نحو 1500 سائح يوميا، وهذه إشارة لعودة السياح".
يسافر "سمسم"، من خلال عمله الجديد في جميع أنحاء مصر ليأخذ السياح لعجائب التاريخ مصر القديم، بناء على خبراته في مجال علم المصريات.
وتسأل صحيفة التليجراف المرشد الفائز عن "سر مصر" فيجيب "لا يمكن أبدا أن تستبعدها (كسائح) من قائمتك (للأماكن التي تجب زيارتها)، وعندما تكون الظروف غير جيدة، من الممكن أن يؤخر السياح ذهابهم إليها، لكنهم أبدا لا يخرجوها من القائمة الخاصة بهم.. بسبب التاريخ، فهي ليست كأي مكان آخر في العالم".
وحصل سامر على جائزة قدرها 5 آلاف يورو، توجه للتبرع في الأعمال الخيرية التي يختارها.
وتأسست الجائزة في 2006، عندما قررت لين هاجس تخليد ذكرى زوجها، بول موريسن، مؤسس مجلة السفر في بريطانيا، من خلال اختيار أفضل 3 مرشدين سياحين في العالم سنويا، ومنحهم جوائز تخصص قيمتها المالية للأعمال الخيرة.
ويخطط سامر للتبرع لعدد من المؤسسات المصرية الخيرية مثل مؤسسة مستشفى مجدي يعقوب للقلب في أسوان، وفريق كشافة كنيسة مارجرجس بوسط القاهرة، بالإضافة إلى المشروع الجديد التي ستقيمه وكالة السفر التي يعمل بها بمصر.
خلال استلامه جائزة أفضل مرشد سياحي في العالم الأسبوع الماضي في لندن، قال سامر لتليجراف إنه يخطط لزيارة المتحف البريطاني وتحديدا الجزء الخاص بالآثار المصرية.
وعلقت الصحيفة على ذلك بأنه "رغم كونه في عطلة إلا أنه لم يستطع إخفاء شغفه بتاريخ بلده".
ينصح صاحب الجائزة الذهبية كل من يريد أن يسافر إلى مصر بزيارة وادي الملوك بالأقصر فهو مكانه المفضل، بالإضافة إلى الأهرامات.
"لو لم تر هذه الأماكن، فأنت لم تر مصر" يقول سامر.
ورغم الإخفاقات التي يعاني منها قطاع السياحة حاليا، إلا أن سامر يتوقع أن يكون "المستقبل ورديا".
العديد من الأوروبيين بدأوا في إرسال طائراتهم لمصر مرة أخرى، كما يقول سامر، ووكالة السفر التي يعمل بها زادت الحجوزات لديها 16% خلال العام الجاري، إلا أن "البريطانيين لا يزالون خائفين من مصر".
ونشر الموقع الرسمي للجائزة تعليقات لسياح رشحوا سامر للجائزة، بناء على تعاملهم معه من قبل، ويقول أحدهم عنه إنه "مثال جيد للنجم، هو ليس مرشد فقط ولكنه عظيم في علم المصريات، وصديق ومهرج، وسفير جيد لبلاده ولثقافتها".
وتُبرز أغلب الشهادات حب سامر الكبير للتاريخ المصري وعاطفته الشديدة تجاه بلده، كما يقول عنه بيل بريسون، أحد المحكمين في إدارة الجائزة، إنه "ملهم كبير ليس فقط للسياح ولكن لزملائه أيضا، هو سفير رائع لبلده".
وتواجه مصر تراجعا شديدا في عدد السياح، بعد أن علقت موسكو رحلاتها الجوية إلى مصر عقب مقتل 224 شخصا معظمهم من الروس إثر تحطم طائرة شركة متروجيت الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر الماضي.
وحقق قطاع السياحة انكماشا بنسبة 22.7% في التسعة أشهر الأولى من 2015-2016، مقابل تحقيقه نموا بنحو 34.6% في الفترة المناظرة، بحسب بيانات وزارة التخطيط.
تعليقات الفيسبوك