بعد الأربعين بثلاثة أعوام، حدث ما غير حياة داليا عادل بالكامل، لتتحول مديرة المشروعات الإقليمية بالمجلس الثقافي البريطاني إلى مدربة يوجا وتأمل.
"انزلاق غضروفي" كان سبب ممارسة داليا لليوجا كما قالت لأصوات مصرية "كنت عاوزة حاجة تقوي عضلاتي لأن حركتي كانت محدودة لكن بعد أول مرة لعبت فيها يوجا حسيت براحة نفسية غير عادية وماكنتش أعرف ساعتها إنها هتكون سبب في تغيير مسار حياتي 180 درجة".
ولا يقتصر تأثير اليوجا على الجسد وإنما يمتد للروح كما تقول مدربة اليوجا "هي رحلة وعي بتخليك تختبر لحظات نادرة من الاتصال الروحاني مع ربنا ومع ذاتك ومع الكون".
اختلافات كثيرة استشعرتها داليا في شخصيتها بعد ممارستها لليوجا الهندية الأصل، وتقول "العصبية وقلة الصبر وعلاقتي بالناس ونظرتي لنفسي وللعالم كلها حاجة اختلفت في شخصيتي بعد ممارسة اليوجا".
ومن هنا جاء قرار داليا بالاستقالة من وظيفتها في المجلس الثقافي البريطاني التي استمرت فيها لست سنوات في إبريل الماضي "من حوالي سنة بدأت أحس إني معنديش حماس للشغل رغم أن ماكنش عندي مشاكل فيه، وبدأت أسمع صوت جوايا بيقولي استقيلي".
حاول "صوت العقل" إثناء داليا عن قرار الاستقالة أو التمهل لحين الالتحاق بوظيفة أخرى لكنها كانت حسمت القرار قائلة "مابصتش لظروف البلد ولا استنيت لما ألاقي شغل تاني وبعد الاستقالة أخدت كورس تدريس يوجا لأني كنت بلعبها من منطلق الممارس مش المعلم".
وتقوم داليا عادل في الوقت الحالي بتعليم اليوجا في أكثر من مركز بالإضافة إلى تنظيم أنشطة في الهواء الطلق لممارسة اليوجا والتأمل.
وترى أن النساء خاصة في مجتمعنا بحاجة إلى ممارسة اليوجا، قائلة "تأثير اليوجا مبيختلفش بين راجل وست لكن في مجتمع ذكوري زي مجتمعنا بيمارس القهر على الست فيه ستات كتير بقى عندهم مشكلة في رؤيتهم وتقديرهم لنفسهم".
وأوضحت أن الممارسة المنتظمة لليوجا تساعد على إعادة اكتشاف الذات قائلة "بتساعدنا نتواصل مع الكون ونعيد اكتشاف نفسنا وشغفنا ورسالتنا في الحياة".
ووجهت داليا رسالة لكل سيدة "لما نظرتك لنفسك بتكون إيجابية بتجذبي طاقة إيجابية ولما بيبقى عندك قناعة من جواكي إنك مستحقة للحب والحياة حياتك أكيد هتتغير".
ولا تتمنى مدربة اليوجا والتأمل سوى أن تظل دوما تستمع إلى الصوت النابع من داخلها وتصدقه لأنه كما تصفه "مفتاح كل الأبواب".
وبدأت طرق العلاج الروحي تلقى رواجا في مصر في السنوات الماضية حيث تم تأسيس مراكز متخصصة، لممارسة اليوجا والتأمل والماندالا.
في حين يبلغ حجم سوق "الصحة الشاملة" 3.4 ترليون دولار سنويا في العالم، ويشمل كل طرق العلاج العضوي والنفسي بما في ذلك التأمل واليوجا والتخسيس والعلاج الطبي، وفقا لموقع المعهد العالمي "الصحة الشاملة".
تعليقات الفيسبوك