يبدو أن العالم أصبح أكثر اهتماما بتاريخ وحياة الفراعنة، ففي أسبوع واحد توغلت ثلاث بلدان أجنبية في أعماق التاريخ الفرعوني. فمن كندا، احتفل سيدريك جوبيل، باحث كندي، باكتشاف مجموعة من الوشوم على جثة محنطة لامرأة مصرية عاشت قبل نحو 3 آلاف و300 عام.
وفي أستراليا، رمم فريق بجامعة ملبورن رأس مومياء مصرية يبلغ عمرها 2000 عام.
وأحدث هذه الاهتمامات، قيام بريطاني بإصدار كتاب ترجم فيه بعض النصوص الهيروغليفية المنحوتة على جدران المعابد وفي البرديات إلى اللغة الإنجليزية.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير نشر بموقعها الإلكتروني، إن توبي ويلكنسون، الأكاديمي بجامعة كمبردج في بريطانيا، ترجم النصوص الفرعونية القديمة المكتوبة على أوراق البردي وجدران المعابد إلى اللغة الإنجليزية المعاصرة لأول مرة في كتاب حمل عنوان "كتابات من مصر القديمة".
وبدأ التقرير بقول ويلكنسون إن "كثيرين يميلون لرؤية الكتابات على أنها مجرد ديكور".
وعلى الرغم من شهرة معالم الحضارة الفرعونية إلا أنه يتم التغافل عن وجود النصوص الهيروغليفية في الكتب المعاصرة في حين أن النصوص اليونانية والرومانية القديمة يمكن الوصول إليها على نطاق واسع في الطبعات الحديثة.
وأشار التقرير إلى أن هرم الجيزة الأكبر وتمثال أبو الهول والمقابر في وادي الملوك بأبو سمبل، هي معالم شكلت صورنا الذهنية عن الثقافة الفرعونية وأسرار الفراعنة الغامضة.
وقال ويلكنسون إنه قرر العمل على مقتطفات مختارة من النصوص الفرعونية القديمة لأنه يرى أن هناك ما هو مفقود في كيفية رؤية مصر القديمة.
وذكر ويلكنسون أنه رغم وجود كتابات فرعونية، يصل عمرها لقرابة 3500 عام، على جدران المعابد والمقابر، لكن كان هناك إغراء مستمر باعتبارها "مجرد ديكور".
وأضاف أن كثيرا من الناس يفتقدون تراثا أدبيا ثريا، "ما سيفاجأ الناس هو ما سيرونه خلف كل واجهة معروفة في مصر القديمة ووراء الصورة التي تكونت لدينا عن الفراعنة وقناع توت عنخ أمون والأهرامات".
واللغة الهيروغليفية كانت صورا لكنها نقلت أفكارا بعينها بطريقة معقدة كالنصوص اليونانية أو اللاتينية، حيث كثرت الاستعارات والرموز "فهي نقلت الحياة في عيون الفراعنة القدماء"، بحسب ويلكنسون.
في كتاب ويلكنسون، "كتابات من مصر القديمة"، الذي وصفته دار النشر البريطانية "بينجوين كلاسيكس" التي ستنشر الكتاب اليوم الأربعاء، بـ"الرائد"، تكثر الحكايات عن غرق السفن ووصف للمعارك والكوارث الطبيعية، والأغاني والهجاء.
تعليقات الفيسبوك