"الميدان مكنش شايل الناس، لحم في كل حته"، بهذه الكلمات يصف الحاج جمال، ميدان التحرير في مِثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، حين أمتلأ عن آخره بالمتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
اليوم الخميس، وهو إجازة رسمية، يوافق الذكرى الثالثة لمظاهرات 30 يونيو، التي خرجت احتجاجا على حكم مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، وللمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وانتهت الاحتجاجات بعزل الجيش بقيادة السيسي- الذي كان وزير الدفاع آنذاك- لمرسي في 3 يوليو 2013.
التحرير اليوم
هدوء تام لا يكسره سوى صوت أبواق السيارات العابرة على استحياء، أعلام مصر عُلقت على أعمدة الإنارة وبطول واجهات المباني المطلة على الميدان، بالإضافة للافتات وضعها مسؤولون في محافظة القاهرة تحمل صور السيسي كتبوا عليها "تحية لشعب مصر في ذكرى ثورة 30 يونيو، عامان من الإنجازات"، وسط انتشار مكثف لأفراد الشرطة، وغياب شبه تام للمحتفلين بالذكرى، هكذا المشهد اليوم في ميدان التحرير.
الحاج جمال، ابن محافظة سوهاج الذي جاء إلى القاهرة منذ سنوات كثيرة لا يعدها، يتذكر جيدا المشهد عام 2013، حين عجز عن الوصول لمحله بسبب الميدان المكتظ بالمتظاهرين. يعتقد أن غياب المحتفلين عن الميدان سببه الصوم، ويتوقع أن يختلف المشهد بعد الإفطار.
محتفلة وحيدة
متشحة بعلم مصر، أتت وحيدة ترافقها نغمات أغاني وطنية وضعتها على هاتفها، تقول سعاد إبراهيم: المسلمون صائمون، والمسيحيون يستحون أن يأكلوا أو يشربوا في العلن، أعتقد بعد الساعة السابعة الناس ستكون كما النمل في الميدان".
سعاد هي أم لثلاثة شباب، انتقلت للعيش في القاهرة منذ أقل من عام، شاركت في المظاهرات المطالبة برحيل مرسي في أسيوط مسقط رأسها، "نزلت أنا وأولادي الثلاثة رافعين أعلام مصر نهتف: يسقط حكم المرشد".
وبعد مضي ثلاث سنوات على ذلك المطلب، الذي اتفقت وأبناؤها على ترديده، عبَّرت السيدة الخمسينية عن رضاها التام عن الوضع السياسي الحالي الذي تعيشه مصر. وأرجعت غياب أبنائها الشباب عن مشاركتها الاحتفال بالذكرى إلى عملهم في الأسكندرية.
الإخلاص
(هـ.ع) عامل في أحد المحال المتواجدة في محيط الميدان، درس الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر، وشارك في مظاهرات 25 يناير 2011، وشهد "جمعة تفويض الجيش" يوم 26 يوليو 2013، يرى أن أي مشهد ظهر عليه ميدان التحرير يمثل إرادة المصريين، "الشعب دائما يقول كلمته، وفي أي وقت، بغض النظر عن الحاكم".
وكان السيسي دعا إلى مظاهرات بعد أسابيع من إعلان الجيش عزل مرسي، عُرفت إعلاميا باسم "جمعة تفويض الجيش".
العامل (28 سنة) الذي رفض ذكر اسمه، قال بنبرة يعلوها قدر من الفخر:"لقد شاركت في ثورة 25 يناير، وحملتُ لافته كتبتُ عليها: الإخلاص".
الإخلاص الذي كان ولا يزال مطلبا رئيسيا للشاب هو الحل "لفساد تُعانيه البلاد".
بعد الإفطار
وتوافد بعد الإفطار عشرات المواطنين إلى الميدان؛ أغلبهم عائلات للاحتفال بالذكرى.
ورفع المشاركون أعلام مصر، وكتبت بالضوء عبارة " تحيا مصر" على واجهة مبنى مجمع التحرير، فيما انتظمت حركة المرور في الميدان.
تعليقات الفيسبوك