"راقصة.. داعرة.. مريضة نفسيا.. قاتلة" صور مختلفة للمرأة في دراما رمضان، واجهت اعتراضا حقوقيا لما تحمله من إساءة لصورة المرأة في المجتمع بالإكثار من أدوار المريضات والقاتلات والداعرات.
هذا الرأي دعمته ربـاب عـبـده -مسؤول ملف المرأة بالجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان- حيث أعربت عن عدم رضاها عن صورة المرأة في دراما رمضان قائلة "المسلسلات جايبة الستات داعرات وراقصات ومرضى نفسيين".
وتسجل البطولات النسائية في دراما رمضان هذا العام 15 مسلسلا من بين 30 مسلسلا يتم عرضهم حاليا، لتحافظ على المناصفة التي سجلتها العام الماضي.
ومن المسلسلات التي اعتمدت على البطولة النسائية، "الميزان"، و"هي ودافنشي"، و"يوميات زوجة مفروسة" و"وعد" و"نيللي وشريهان" و"هبة رجل الغراب" و"كلمة سر" و"أزمة نسب" و"بنات سوبر مان" و"أفراح القبة".
* ضد الدستور
وقالت رباب عبده إن الدراما تعمدت على مدى عقود طويلة الإساءة لصورة المرأة، مما رسخ لواقع مجتمعي ينحاز للذكور وينتقص من حقوق المرأة ويمارس العنف والقهر ضدها، موضحة أن هذا التوجه يتناقض مع الدستور الذي ينص على تعزيز المواطنة والمساواة بين فئات المجتمع في الحقوق والواجبات.
وأضافت "أننا بحاجة إلى رؤية أكثر تقدمية في الدراما، فهي الزائر الذي يستطيع دخول كل بيت مصري من خلال الشاشات".
وأكدت على ضرورة استغلال الدراما بصورة إيجابية في غرس التوجهات التي اعتنقها الدستور المصري، والتي أكدت على المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز.
وتتفق انتصار السعيد -مديرة مؤسسة القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان- مع هذه الرؤية، مؤكدة أن الدراما تسيء للمرأة، قائلة "مع احترامي للمرضى النفسيين لكن ما يبقاش النسبة الغالبة ان الستات مرضى نفسيين، أو صحفيات بلا مبدأ، أو محاميات بيلعبوا بالبيضة والحجر، أو قاتلات، أو داعرات".
وتوضح "دي صورة غير لائقة متصدرة السنة دي والسنين اللي فاتت عن المرأة في مقابل نسبة قليلة من نماذج إيجابية".
* نماذج إيجابية
قالت الناقدة الفنية إسراء إمام إن الصدفة وحدها كانت وراء ظهور عدد من الفنانات في الدراما الرمضانية كمريضات نفسيا، ولا ترى أن هذا يسيء لصورة المرأة أو يقلل منها.
وأضافت "إيه المشكلة ان أي ممثلة تعمل دور مريضة نفسيا، خصوصا ان فيه نماذج اتقدمت السنة دي مختلفة عن فكرة المرض النفسي وكانت مميزة جدا".
وأشارت إلى النماذج الإيجابية في الدراما هذا العام ومنهم (انشراح) في مسلسل (ونوس)، موضحة "نموذج لست مسؤولة، وعندها مبدأ، مؤمنة بنفسها، وقدرت تربي ولادها بعد هروب جوزها، وتصمد من بعده عشرين سنة".
وقالت إسراء إمام "أفراح القبة من المسلسلات اللي قدمت نماذج مختلفة للست، مثلا شخصية (بدرية) اللي بتدفع بناتها للشغل في الدعارة باسم تأمين مصاريفهم بعد خلافاتها مع أبوهم اللي ساب البيت من سنين".
وأضافت "شخصية سنية ملهمة وواقعية جدا لأنها جسدت فئة موجودة في المجتمع وهي البنت اللي بتشتغل في الجنس فترة طويلة من حياتها تحت عين أمها، ومن غير أي ضيق، لحد ما بييجي وقت تحس فيه إنها عاوزة تبقى أم، لكن الظروف مش بتبقى في صفها".
* صور واقعية
وأوضحت "في مسلسل (الأسطورة) أكتر من نموذج قريب من الست المصرية الشعبية، سواء الأم توحة أو حنان زوجة رفاعي، أو شهد زوجة ناصر. كلهم صورة حقيقية جدا لستات كتير موجودين في الحارة المصرية، فيهم من طبع الجدعنة والأصالة".
وتابعت "في مسلسل (يونس ولد فضة) فيه نموذجين للبنت الصعيدية القوية، اللي بتقدر تتأقلم مع أي ظروف صعبة، حتى لو اتحطت فيها من سن صغير".
وقالت الناقدة الفنية "فيه تنوع كبير في النماذج اللي اتقدمت لستات، لكن التكرار بيبقى سبب للتعميم من غير تدقيق".
ويرى الناقد الفني رامي المتولي أن الفن والدراما انعكاس لما يحدث في المجتمع، ولا ينبغي أن يقدموا النماذج الناجحة الإيجابية فقط سواء لذكور أو لإناث، قائلا "الدراما مش وظيفتها إصلاح المجتمع".
وأوضح أن الفن ينسج الشخصية بشكل منطقي في إطار الأحداث، والفيصل الوحيد في العمل الدرامي هو الأداء التمثيلي وليس طبيعة الدور أو الشخصية، وقال "من حق الدراما تقدم نموذج سلبي لكن متوظف في إطار العمل".
وأعرب المتولي عن رضاه عن الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام، مشيرا إلى يسرا في مسلسل (فوق مستوى الشبهات) وقيامها بدور المريضة نفسيا ببراعة.
وقال "إن فيه نماذج كتير من اللي الحقوقيين معترضين عليها تشبه شخصيات في الواقع زي فردوس عبد الحميد في (الأسطورة)، الست اللي بتشجع ابنها على التار زي ستات كتير بنشوفها في الصعيد أو المناطق الشعبية".
تعليقات الفيسبوك