كتبت رولا خلف معلقة على كتاب يتناول الإسلام السياسي في الشرق الأوسط صدر مؤخرا لشادي حميد الباحث بمعهد بروكنجز، قائلة إنه يستكشف الظروف التي سمحت لجماعة مثل الإخوان المسلمين بأن تنجح بعد انتفاضة عام 2011 في ميدان التحرير، والسبب في فشلها لاحقا "بهذا الشكل بالمذهل".
وفي مقال على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز، قالت الكاتبة إن حميد في الكتاب المعنون "إغواء السلطة: الإسلاميون والديمقراطية غير الليبرالية في الشرق الأوسط الجديد"، يرى أن الإسلاميين بددوا رأسمالهم السياسي.
وتقول الكاتبة إن الحركة السياسية الإسلامية الرئيسية في مصر؛ جماعة الإخوان المسلمين، "أُسقطت عن السلطة بانقلاب عسكري، وتواجه أقسى موجة عنف منذ تأسيسها قبل ما يزيد عن 80 عاما، بينما قامت حركة النهضة في تونس بتقديم تنازلات لمعارضيها العلمانيين لتضمن مستقبلا أكثر استقرارا لتنظيمها".
وتضيف أن حميد في كتابه -الصادر بالإنجليزية عن جامعة أكسفورد- يطرح أن قمع التسعينيات للإسلاميين قيد نشاطهم السياسي لكنه "سمح لهم بتكوين جمعيات دينية وتقديم خدمات اجتماعية، ساعدت على أن تكون مواقفهم السياسية أكثر نضجا واعتدالا، وجعل منهم معارضة قوية منظمة مستعدة للاستفادة من انهيار الأنظمة الديكتاتورية".
وتنقل عن حميد قوله في كتابه "اعتقدوا (الإسلاميون) بأن عدم التركيز على الشريعة الإسلامية، وقول وفعل 'الأمور الصحيحة' بشأن الديمقراطية والتعددية والمرأة والأقليات، سيجعلهم في مركز أقوي..... وسعوا لاكتساب حلفاء من كل الأطياف الايديولوجية والسياسية... ومقرطة هياكلهم التنظيمية".
ويقول حميد إن انهيار نظام مبارك "كان يشكل خطورة مثلما كان يمنح فرصة لجماعة نمت متكيفة لسلطة القمع التي توحدها".
ويوضح الكتاب أن الخطاب الاعتدالي حينما تولت الجماعة السلطة، "تبدد لصالح خطاب بدل اتجاهه إلى اليمين... وعاد النزوع المنافي لليبرالية مجددا إلى السطح، ودعمه اتجاه لتجاهل المعارضين الليبراليين ولجأ للقاعدة الإسلامية، بما في ذلك السلفيين الذين حققوا نجاحات انتخابية غير متوقعة".
وتقول الكاتبة في المقال إن "حالة الخوف المرضي التي اكتسبتها الجماعة عبر سنوات القمع كانت جزئيا متوهمة وجزئيا حقيقية، لكنها كشفت عن كونها مدمرة..عملت دولة مبارك العميقة –الأمن والقضاء والبيروقراطية- على تقويض الجماعة، ولم يكن الجيش على الأغلب حليفا لها".
وتنقل عن حميد في كتابه قوله عن الإعلان الدستوري الذي أصدره في نوفمبر 2012 الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، إنه "أكثر المواقف إثارة للغضب، وبدا صادرا عن مخزون لا ينفذ من عدم الثقة وعدم قبول المعارضين".
ويرى حميد إن الجماعة "توقعت أسوأ الأمور، وتصرفت بطريقة تجعل تحقق مخاوفها أكثر الأشياء ترجيحا".
المقال كامل منشور على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز بتاريخ اليوم 27 أبريل 2014.
تعليقات الفيسبوك