كتب "روب مينتو" أن الأسواق المالية في مصر تبدو في وضع قاتم وقد قالت قولها بالفعل، في الوقت الذي يتأهب فيه الرئيس مرسي لإلقاء خطاب هام مذاع تليفزيونيا قبيل الاحتجاجات السياسية المزمعة ضد استمرار توليه الرئاسة.
ويقول الكاتب، في مقال نشرعلى موقع صحيفة "الفاينانشيال تايمز" قبل إلقاء الرئيس لخطابه أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى الأولى لتوليه الرئاسة، إن مؤشرات الأسهم ترجح أن المستثمرين يستعدون للاحتجاجات والاضطراب وانعدام التيقن.
ويوضح أن مؤشر إي جي إكس 30 (الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة) خسر أكثر من 22% عن أعلى مستوى وصل إليه في بداية العام الحالي، ودخل رسميا مرحلة الهبوط.، وواصلت قيمة الجنيه المصري انخفاضها أمام الدولار الذي أصبحت قيمته 7 جنيهات.
ويتساءل الكاتب "ما الذي يجري إذن؟"، ويجيب بأن الأزمة المستحكمة بين جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الأخرى أصبحت أكثر وضوحا عن أي وقت مضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق مبارك في عام 2011، ويقود نشطاء مصريون حملة لإسقاط مرسي ويقولون إنهم غير مستعدين لإجراء حوار مع الحكومة قبل الاحتجاجات الجماهيرية يوم 30 يونيو المواكبة للذكرى الأولى لانتخاب الرئيس.
ويقول إن هناك بالطبع عوامل خارجية تؤثر على الأسواق المالية لا تخضع لإرادة مصر، ومنها الاتجاه العام للهبوط في الأسواق الناشئة منذ أن أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي عن تخفيضه للتسهيلات الكمية، وكانت الدول التي تعاني مشاكلا في التمويل بشكل طبيعي الأولى على خط المواجهة، ولم تكن مصر استثناء من ذلك.
ويستدرك الكاتب قائلا إن الأزمات الداخلية ضخمة ولكنها متوقعة تماما؛ عدم الاتفاق على قرض صندوق النقد الدولي، والتوترات السياسية والاحتجاجات المزمعة ضد مرسي، ووضع ميزان المدفوعات الذي لم يتحسن، وتراجع احتياطي النقد الأجنبي.
ويؤكد الكاتب أن غياب قرض لصندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار يشكل أزمة بشكل خاص، حيث أنه أساسي لفتح الطريق للحصول على دعم مالي يبلغ ضعف قيمته على الأقل.
ويقول إن مصير القرض متعلق الأن بالانتخابات البرلمانية التي لم يحدد موعدها بعد، والتي لا ترغب الحكومة في إجراء إصلاحات اقتصادية حاسمة بشأن الدعم والضرائب قبل إجرائها.
وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي "رضا أغا" أن هناك عدم تيقن مطلق بشأن قرض الصندوق، وأن الدعم القطري مفيد لكنه لا يمكن أن يكون بأي شكل حلا مستديما، حيث أن مصر تحتاج برنامج صندوق النقد الدولي والتزام بالإصلاح ليمكنها تلقي دعم المانحين.
ويتابع "أغا" قائلا "لا يبدو أن الجماعات المعارضة مستعدة لإبداء تنازلات، والأساس هو الحاجة لإبداء جماعة الإخوان مزيدا من المرونة، فالأمر لا يقتصر فقط على تغيير شاغلي المناصب الهامة".
وتقول الصحيفة إنه في حال عدم لتوصل لحل الأزمة السياسية فإن توقف مصر عن سداد الديون غير وارد، فديون مصر الخارجية أقل من 15% من الناتج المحلي الإجمالي، واحتمال الإفلاس ضئيل، إلا أن هناك مؤشرات أخرى مثيرة للقلق.
ويوضح الكاتب أن من بين هذه المؤشرات الطلب المتزايد على شراء الدهب مما يظهر قلق الناس من تدهور قيمة الجنيه، وظهور سوق سوداء للدولارتزيد قيمته فيها بنحو 10% من سعره الرسمي، مما يهدد بالدخول في دائرة مفرغة بتوافد المزيد من الناس على هذه السوق التي ربما تشهد تدفقات من السائحين والمصدرين.
رابط المقال الكامل على موقع صحيفة "الفاينانشيال تايمز" بتاريخ الأمس 26 يونيو 2013
تعليقات الفيسبوك