على موقع صحيفة "النيويورك تايمز"، كتب "ديفيد كيركباتريك" أن الرئيس مرسي وحلفاءه في جماعة الإخوان المسلمين تخلوا في هجوم خاطف استمر لأسبوع عن سياستهم العملية الحذرة من أجل الاستيلاء على السلطة الكاملة على التحول السياسي في مصر.
وقال الكاتب إن الرئيس مرسي –الذي منح نفسه حصانة ضد رقابة القضاء ضمن إجراءات أخرى توسع سلطاته- "يتحدث في غموض عن تهديدات وشيكة لمؤامرة يحيكها أعداء خارجيون لم يسمهم ورجال أعمال، ويقسم بكشف أعداء الثورة الذين يتخفون في أرواب القضاة، ويتهم مستشارون له موالين للنظام السابق باختراق المعارضة للتضحية بالديمقراطية من أجل إلحاق الهزيمة بالإسلاميين".
وأضاف أن الرئيس مرسي دفع أمس السبت بخططه للأمام بالدعوة للاستفتاء على الدستور الجديد، بعد أن قام حلفاؤه في الجمعية التأسيسية بالتعجيل بإصدار الوثيقة رغم اعتراض أعضائها من العلمانيين وممثلي المسيحيين.
ويرى الكاتب أن طريقة حديث الرئيس ومواقفه الأخيرة ذكرت المنتقدين بالطرق الاستبدادية لسلفه (مبارك)، وأثارت شكوكا حول التزامه بالديمقراطية والتعددية، في الوقت الذي يهيمن فيه بالاشتراك مع حلفائه الإسلاميين على الحياة السياسية.
ويشير الكاتب إلى وصف مستشاري مرسي لهذه الإجراءات بأنها تدعو للأسف ولكنها كما يرون استجابة ضرورية لدرء تهديدات تواجه التحول السياسي من قبل ما يسمونه الدولة العميقة –بقايا النظام الاستبدادي لمبارك- وعلى الأخص في الإعلام والقضاء.
ويشير إلى حشد جماعة الإخوان المسلمين لمئات الآلاف من أنصارها لتأييد مرسي في محيط جامعة القاهرة، الذين رددوا هتافات تطالب بموقف قانوني من "قضاة عينهم مبارك" دعوا لإضراب للقضاء حتى إلغاء إعلان دستوري يقلص سلطة القضاء على المرحلة الانتقالية.
ويشير كذلك إلى تجمع بضعة آلاف من معارضي مرسي في ميدان التحرير ضد مسودة الدستور وما يصفونه باستيلاء مرسي على السلطة.
وينقل الكاتب عن محمد البرادعي تغريدة على تويتر قال فيها "مرسي طرح للاستفتاء مشروع دستور يقوض الحقوق الأساسية وينتهك القيم العالمية. الكفاح سيستمر".
وينقل عن حسام بهجت –المدير التنفيذي لمنظمة غير حكومية هي "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"- أن جماعة الإخوان اعتمدت نبرة "التهديدات الصريحة والترهيب".
وقال الكاتب إن المنتقدين الليبراليين ذكروا بتراجع الجماعة عن وعد بأنها لن تحوز أكثر من ثلث مقاعد البرلمان، وآخر بألا تقدم مرشحا للرئاسة أو احتكار السلطة.
ويورد "كيركباتريك" رأي أنصار مرسي بأن الثورة تعني تحطيم النظام القديم، وأن سلطات مرسي التي تجاوز القانون ضرورية لإبعاد قبضة النظام القديم، حتى تتمكن مصر من بناء ديمقراطية دستورية مستقرة.
وينقل عن "باكينام الشرقاوي" – واحدة من أربعة مساعدين للرئيس- أن كل المؤسسات المنتخبة تعرضت لهجوم طوال الوقت – في إشارة لحل مجلس الشعب والجمعية التأسيسية الأولى بموجب أحكام قضائية- وأن بعض القضاة "مازالوا منتمين فكريا للطريقة القديمة في التفكير، ولا تبدو الثورة جذابة بالنسبة لهم".
وينقل كذلك عن الشرقاوي رأيها بأن السياسة المصرية لم تعد عملية تواجه فيها قوى ديمقراطية قوى استبدادية، ولا منتمون للثورة في مواجهة الثورة المضادة، ولكنها تحولت إلى محض صراع ولاء سياسي.
وينقل الكاتب رأى منى الغباشي –الأكاديمية المصرية في "برنارد كولدج" بنيويورك- بأن هناك مخاوف حقيقية من محاولة الجيوب الاستبدادية الراسخة في الدولة لتقويض المؤسسات المنتخبة ونسف جمعية الدستور، وأن بعض أعضاء النخبة الحاكمة السابقة، كما قالت، يحاولون إطلاق معارضة تخترق "الثوريين المخلصين" عن طريق سياسيين لا يثقون في الإسلاميين ويرون فرصة في فشلهم.
ولكن الغباشي تحمل مرسي خطأ أنه لا يفسر إجراءاته للجماهير، وتقول إنه في وقت الأزمة ارتد إلى الطريقة القديمة للحكم، "دعوا الكبار يتولون الأمر وسنخبركم بكل شئ فيما بعد"، وتضيف "هذا أمر مهين".
وينقل الكاتب عن عضو الجمعية التأسيسية -الأكاديمي معتز عبد الفتاح- قوله إنه رغم انسحاب الليبراليين والمسيحيين من جمعية الدستور، فإن الإسلاميين ظلوا بشكل حازم في صف الديمقراطية، ملتزمين بوعودهم للمنسحبين، ومهتمين بالمساءلة الديمقراطية.
المقال الكامل منشورعلى موقع صحيفة "النيويورك تايمز" بتاريخ 1 ديسمبر 2012
تعليقات الفيسبوك