كتب "ديفيد هيرست" الصحفي المخضرم المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الجارديان مقالا ذكر فيه أن رئيس حزب النهضة التونسي الإسلامي "راشد الغنوشي" زار جماعة الإخوان المسلمين في مصر لإقناع قادتها باقتسام السلطة.
وذكر هيرست "أن الغنوشي – مهندس التحالف مع حزبين علمانيين في تونس - حذر محمد مرسي الذي يوشك على الفوز بانتخابات الرئاسة في مصر من ارتكاب خطأ فادح بحصوله على نصيب الاسد من الغنائم السياسية.
ونقل هيرست عن الغنوشي قوله لإخوان مصر إنهم سيمكنهم حكم مصر فقط بالاتفاق مع الأحزاب السياسية الليبرالية، وإنه قال للجارديان" إن المخاطر جسيمة ليس فقط بالنسبة لمصر ولكن للربيع العربي، إما أن نقبل الديمقراطية في إطار الإسلام أو ننتهي بإقصاء الإسلام عن العملية السياسية بجعله سببا للتفتت لا الوحدة".
ويقول هيرست إن زيارة الغنوشي لمصر واجهت مصاعب، فإخوان مصر يشكلون المنظمة الأم لحركات مثل حماس والنهضة ومن الصعب قبول نصيحة من خارجها.
ويضيف أن ثقة الإخوان في الفوز تزيد من تلك المصاعب، ورغم أن محمد مرسي اختيار الجماعة الثاني وفاقد للجاذبية الشخصية، لكن حصوله على غالبية أصوات المصريين في الخارج تشير إلى فوز مريح.
ويقول هيرست إن تحالفا على النمط التونسي يعني اقتسام الإخوان السلطة مع حمدين صباحي الناصري وعبد المنعم أبو الفتوح الإسلامي المنفتح، وإن مفاوضات طويلة وشاقة معهما أثبتت صعوبتها.
وقال هيرست إن "صباحي قابل أحمد شفيق مرشح النظام القديم مرسلا إشارة للإخوان بأنه يمكنه تغير الاتجاه".
وينقل عن طارق كحلاوي – رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية التونسي – أن الإخوان حصلوا في الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة على ربع الأصوات فقط، وإصرارهم على الانفراد بالرئاسة والحكومة يعني أن يواجهوا وحدهم النظام القديم والجيش.
ويشير هيرست إلى التنازل الذي قدمه حزب النهضة في تونس من أجل بناء تحالف، وموافقته على ألايتطرق الدستور إلى موضوع الشريعة.
ونقل هيرست عن قيادي من حزب النهضة – طلب عدم ذكر اسمه – أن ما تواجهه مصر في جولة الإعادة كارثي، فنجاح شفيق انتصار للثورة المضادة سيعيد الجميع لميدان التحرير.
وأضاف القيادي "أما نجاح مرسي فسيجعل الإخوان في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل، وقد تفكر أمريكا في وقف المعونة للجيش المصري، وأن الإخوان يحتاجون لحاجز يمتص الصدمات وعلى الأخص في السياسة الخارجية".
ويرى هيرست أن مهمة الشيخ الغنوشي في القاهرة ليست خيرية، فاقتسام الإخوان للسلطة يعني اتخاذ النموذج التونسي أبعادا أخرى، وأن يصبح نموذجا للعالم العربي يؤخذ بجدية.
رابط المقال الكامل المنشور على موقع صحيفة الجارديان بتاريخ 12 يونيو 2012
تعليقات الفيسبوك