كتب ناثان براون أن منهج تحالف الولايات المتحدة، مع ما يسميه الأنظمة الاستبدادية والمؤسسات الدينية المرتبطة بها، في مواجهة التطرف في الشرق الأوسط، مهمة دبلوماسية ممكنة، "لكن على الرغم من ذلك فإنها على المدى الطويل قد تؤدي ببساطة إلى مزيد من تفاقم المرض".
وعلى موقع صحيفة الواشنطن بوست ، قال براون –أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن- إن الولايات المتحدة تعرف وهي تشن هجومها العسكري على "الدولة الإسلامية" أن للأمر أبعادا أيديولوجية ودينية، لكنها ربما لا تمتلك الأدوات اللازمة للجوانب غير العسكرية للصراع.
ويضيف أن عواقب ذلك "العودة إلى نمط التحالف الانتهازي مع أنظمة استبدادية خدمت السياسة الأمريكية على المدى القريب لكن بتكلفة عالية على المدى البعيد".
ويصف الكاتب حديث مسؤولين بالخارجية الأمريكية عن دور للأزهر ومفتي السعودية في المواجهة بأنه علامة على "حماس ساذج"، ويقول "إن السعودية تعتبر الممول لبعض الاتجاهات الإسلامية، وتصريحات شيخ الأزهر أحمد الطيب التي يشير إليها مسؤولو الخارجية من المرجح أن يتم تجاهلها أو السخرية منها من قبل جمهور "الدولة الإسلامية"، هذا في حال أنهم التفتوا إليها".
ويشير أيضا إلى مقال لدينيس روس في النيويورك تايمز نشر مؤخرا بعنوان "الإسلاميون ليسوا أصدقائنا" كعلامة أخرى على "الحماس الساذج" الذي يضع قوى شيعية وسنية إسلامية في جانب، ويصف السعودية بأنها قوة غير إسلامية على الجانب الآخر.
ويقول إن هناك ثلاثة عوامل تؤدي إلى جعل العالم العربي مكان محير لمن يحاول فهم الصراع الأيديولوجي الديني في المنطقة، أولها أن خطوط التماس السياسية لا تتطابق دائما مع الخطوط الدينية، "فحديث القرضاوي المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين عن الوسطية لا يختلف عن أي قيادة دينية في مصر مرتبطة بنظام الانقلاب (ما بعد 30 يونيو 2013)، لكن الاثنين عند الحديث عن السياسة يبدوان أقل تطابقا".
ويرى الكاتب أن اعتياد الولايات المتحدة على وصف القوى السياسية المتوائمة مع أولوياتها الخارجية الآنية بالمعتدلين ربما يكون مدخلا سيئا لفهم المنطقة.
ويرى الكاتب أن العامل الثاني المسبب للحيرة في فهم المنطقة هو تعدد المرجعيات الدينية في المنطقة وتنافسها، مابين الإخوان المسلمين المعتمدين على النشاط الاجتماعي والتنظيم، و"الدعاة الجدد" المعتمدين على الإعلام، والسلفيين المتحلقين حول شيوخ بعينهم لمعرفة الممارسات الدينية الصحيحة، وتعدد أنشطة تمتد من العمل الخيري إلى استعراض العنف.
ويقول الكاتب إن العنصر الثالث هو أن هذه المرجعيات الدينية يصعب عليها التأثير خارج مجالها، ضاربا مثلا بشيخ الأزهر قائلا إنه "شخصية مثقفة وعالمية مهتم بالحوار ويقلقه بشدة التطرف، لكنه رأس مؤسسة قوية داخل الدولة المصرية...وينظر إليه خارج مصر -بحق أو بدون حق- كنصير للنظام".
ويتابع الكاتب "أن نتوقع أن يقوم (شيخ الأزهر) بإقناع الشباب الغاضي في سوريا بخطأ أساليب "الدولة الإسلامية" يماثل إرسال أسقف كانتربري إلى واكو في تكساس ليخطب في طائفة أتباع داود (المتطرفة)".
المقال الكامل منشور على موقع صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 22 سبتمبر 2014
تعليقات الفيسبوك