كتب إيلماس فوتيهالي أن عددا من أنهار العالم، من بينها نهر النيل، ستشهد خلال الثلاثين عاما المقبلة انخفاضا في حجم تدفق المياه بها لن يقل عن 25-30% بسبب البخر والتصحر والتغيرات المناخية والتلوث.
وعلى موقع صحيفة الجارديان، قال الكاتب إن الانخفاض الحاد في مستويات المياه ربما يؤدي إلى نزاعات ويتساءل عما إذا كانت الجهود القانونية والدبلوماسية ستساعد بلدان العالم على التعاون في هذا الشأن.
ويشير الكاتب أيضا إلى تراجع حاد في مساحات بحيرات كبرى مثل بحيرة تشاد التي أصبح مسطحها فقط ألفين كيلومتر مربع بعد أن كان 25 ألفا قبل خمسين عاما، وكذلك بحر الأورال في وسط آسيا والبحر الميت.
ويقول الكاتب إن النقاش بشأن تغير المناخ يتركز حول تلوث الهواء واستخدام الطاقة، "لكن هناك إدراك متنام بالروابط الوثيقة بين العوامل المناخية والبيئية وبين تدفق المياه في المستقبل وجودتها بسبب ذوبان الجليد وتغيرات الترسبات وأثر انبعاثات المخلفات على المياه العذبة".
ويضيف الكاتب أنه في ظل انخفاض المياه في الثلاثين عاما المقبلة –التي ستشهد أيضا زيادة كبيرة في الطلب على الماء من أجل انتاج الكهرباء والري وبناء مناطق حضرية جديدة- ستشهد بلدان مثل مصر والصين والهند وبنجلاديش انخفاضا في انتاج الحبوب الغذائية، قد يؤدي إلى فجوة بين العرض والطلب على الحبوب في العالم تبلغ من 200 إلى 300 مليون طن بحلول 2040، ويؤدي حتما إلى ثورات للفقراء وهجرة ونزاعات داخلية وخارجية في بلدان عديدة.
ويقول الكاتب إن حزام أزمة نقص الماء سيمتد من جنوب شرق آسيا مرورا بجنوب ووسط آسيا إلى تركيا، ومن مصر إلى شرق ووسط أفريقيا.
ويرى الكاتب أن هذا السيناريو الخطر يمكن السيطرة عليه بالتعاون العابر للحدود والاستخدام الجيد لموارد المياه، ويشير إلى دراسة حديثة بشأن 205 من أحواض الأنهار المشتركة في 148 دولة توصلت إلى أن "كل بلدين ارتبطا بتعاون فعال بشأن المياه لا تشهدان حربا حتى ولو لأسباب أخرى مثل الأرض والدين والاقتصاد والإرهاب".
ويشير الكاتب إلى "معيار للتعاون المائي" كأداة جديدة تقترحها "مجموعة الرؤية الاستراتيجية"، التي يعمل مديرا تنفيذا لها ومن مؤسسيها، يستخدم 10 محددات تشمل الاقتصاد والبيئة وعوامل مؤسساتية وقانونية وسياسية وفنية، لاختبار كل من التعاون القانوني والإجرائي بين البلاد المتشاركة في الأنهار.
ويقول إن المياه يمكن أن تتحول من مصدر لأزمات محتملة إلى أداة للتعاون، بخلق آليات إقليمية للتعاون.
المقال الكامل على موقع صحيفة الجارديان بتاريخ 30 سبتمبر 2014
تعليقات الفيسبوك