كتب توماس فريدمان الصحفي المخضرم المعني بشؤون الشرق الأوسط، أن الرئيس الإيراني روحاني المنتخب مؤخرا، والفريق عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه برجل الجيش القوي الجديد في مصر، "زعيمان مثيران للاهتمام نشئا في النظام القديم لكن أتت بهم للزعامة إرادة الطبقة الوسطى ومواطنيهم الذين تحرروا مؤخرا".
وأضاف فريدمان، في مقاله على موقع صحيفة "النيويورك تايمز"، أن أي من الزعيمين لن يتمكن من الحفاظ على النظام دون إجراء إصلاحات على المنظومة التي نشئا فيها، بجعلها أكثر شمولا وقابلية للبقاء.
وقال ليس هناك اختيار، "سكان أكثر من اللازم، ونفط وأرض زراعية أقل من اللازم".
ويقول الكاتب "لو أنك كنت نائما في الثلاثين عاما الماضية، وأفقت لتقرأ عناوين الصحف في مصر وإيران، فلن تشعر بأن شيئا قد فاتك، فالجيش وجماعة الإخوان لا يزالان يوجهان اللكمات لبعضهما البعض على امتداد النيل، والعقائديون النفعيون في إيران مشغولون في مبارزة للسيطرة على ثورتهم الإسلامية".
ويضيف "لكني أضمن أن الثلاثين عاما المقبلة لن تكون على نفس النمط القديم.....حيث سيكون لقوتين جديدتين هائلتين أثرهما على مركز السياسة في البلدين".
ويوضح أن أولى هذه القوتين هي "الطبيعة الأم"، مشيرا لتضاعف عدد السكان في كلا البلدين بعد ثورة إيران الإسلامية وبداية حكم الرئيس الأسبق مبارك في مصر، الأمر الذي يجعل من غير الممكن استمرار تجاهل ضغط الزيادة السكانية والتغيرات المناخية وإساءة استخدام البيئة.
ويقول الكاتب، بعد إشارته لأزمة مياه تواجهها إيران، إن هبوط التربة وارتفاع مستوى مياه البحر أدي لزيادة ملوحة أراضي الدلتا في مصر، وإن الصيد الجائر والتنمية بلا حدود يهددان النظام البيئي في البحر الأحمر، وكذلك الزراعة غير المنظمة أو المستدامة في المناطق الفقيرة؛ كل ذلك ذلك يساهم في النحر والتصحر.
ويضيف أن البنك الدولي يقدر أن التدهور البيئي يكلف مصر 5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
ويقول الكاتب إن القوة الثانية هي الطبقة الوسطى الصاعدة المكتسبة قوة مؤخرا، والتي تجلى صعودها في إيران في الثورة الخضراء عام 2009، وفي مصر في التحرير عام 2011.
ويضيف أن الحكومة التي توفر "النظام" وحده لم تعد تكفي، فقد كان ذلك ممكنا حين كان السكان أقل، والبيئة ليست على هذه الدرجة من التدهور، والطقس أقل تقلبا، والمواطنون أقل تمكنا من التكنولوجيا وأقل قدرة على الاتصال.
ويقول إن هاتين القوتين؛ الطبيعة والمواطنين المحررين، تشتركان في أنهما قد تسببان موجة "تسونامي" قادرة على إبهار أنظمتهم في أي لحظة وقبل أن تدرك حدوثها.
ويرى الكاتب أن كلا البلدين يحتاجان لـ"نظام معدل" يسمح بالديناميكية والمرونة ويبنى فقط على حكم القانون والإصلاح والتعددية السياسية والدينية وحريات أكبر، وأن ذلك يتطلب مؤسسات اقتصادية وسياسية أكثر شمولا وقابلة للبقاء.
ويقول إن مصر لا يمكنها تحمل السياسة القديمة التي خاطب بها مبارك الزعماء الأمريكيين؛ "أنا أو الطوفان... تحملوني وإلا ستتعاملون مع الإخوان المسلمين". ويضيف أنه من الأفضل الآن استخدام مقولة لعام إيراني؛ "أنا أو الجفاف"، مشيرا إلى أن الثورة في سوريا أتت في أعقاب أسوأ موجة جفاف في تاريخها الحديث فشلت حكومتها في مواجهتها.
المقال الكامل منشور على موقع صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 21 سبتمبر 2013
تعليقات الفيسبوك