إعداد: دينا عفيفي
قالت الصحفية النمساوية من أصل مصري خلود خليفة في مقال بموقع مؤسسة فير اوبزرفر الاعلامية الأمريكية إن مقتل سياح مكسيكيين في حادث الواحات سيمثل انتكاسة كبيرة أخرى لقطاع السياحة في مصر والذي عانى بشدة بعد أربع سنوات من الاضطراب السياسي الواسع وأعمال العنف المتفرقة.
وأضافت خلود خليفة مقدمة ومنتجة برنامج "ميك سينس" التفاعلي الذي تقدمه المؤسسة أنه خلال السنوات الخمس الماضية انخفض عدد السائحين الزائرين لمصر من 14.5 مليون سائح سنويا إلى نصف مليون مما أدى إلى تراجع إيرادات هذا القطاع وحرم العاملين في السياحة من الدخل الثابت.
وقالت خليفة التي عملت بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كما عملت بالأمم المتحدة إنه لن يجدي أن تنتصر مصر في الحرب على الإرهاب دون أن تسعى للانتصار في الحرب من أجل الاستقرار والرخاء، ففي حين ينبغي على الجيش أن يتصدى للإرهابيين القادمين من الخارج وأن يحارب الإرهابيين في الداخل فلا يمكنه أن يحقق ذلك بطريقة تزيد من حدة التباطؤ الاقتصادي والانتقادات الدولية.
وعندما يُقتل أبرياء يساهمون في دعم الاقتصاد المصري ويعتبرون سفراء لسمعة البلد الذي يزورونه في الخارج فإن هذا يبعث برسالة خوف لكل السائحين الذين يرغبون في الاستمتاع بما تحتويه البلاد من كنوز.
وهناك خطوات سهلة للحد من الخسائر التي تسبب بها هذا الحادث، أولها وأهمها أن تحاسب مصر المسؤولين عن هذا الحادث، فهذا الإجراء سيظهر أن الحكومة جادة في العمل على عدم تكرار هذا الخطأ، كما أن العالم سيدرك أن الجيش ليس مطلق اليد.
وبالطريقة ذاتها التي تم بها تعديل قوانين بين عشية وضحاها عقب اغتيال هشام بركات النائب لعام لضمان تحالف الأجهزة المدنية للدولة مع الجيش والحرب على الإرهاب فلابد من تعديل القوانين العسكرية بحيث تضمن ألا يتصرف أفراد الجيش إلا في حدود إطار صارم وأن يكون هناك بروتوكول واضح لتحديد الهدف.
إن ما حدث ربما يكون خطأ بشريا لكن سيتردد صداه وسط السائحين والمستثمرين والأهم من ذلك الشعب المصري لسنوات قادمة.
وإذا لم تتخذ مصر خطوات حقيقية لحماية المدنيين خاصة من الأشخاص المكلفين بحمايتهم فستكون معرضة على المدى الطويل لخطر أكبر بكثير من الحرب على الإرهاب.
تعليقات الفيسبوك