كتب "م.ر." على موقع مجلة الإيكونومست أن كثيرين في مصر يرون أن ما يحدث في الشرق الأوسط هو أن القوى الغربية بقيادة أمريكا تحقق هدفا قديما بتقسيم وإضعاف العالمين العربي والإسلامي.
ويضيف أن وجهة النظر هذه تعتبر أن هذا المخطط أسفر عن وجوده في العراق، "حيث تم تدمير جيشها القوي، والتحريض على حرب أهلية، ودق إسفين بين السنة والشيعة أحدث صدعا في المنطقة بأكملها، وامتد إلى السودان التي انقسمت لدولتين، الجنوبية منهما معادية للشمالية العربية المسلمة".
ويتابع الكاتب وصف هذه النظرية وكيف أنها ترى –حسب قوله- أن الناتو أسقط جيشا عربيا آخر في ليبيا، وأن سوريا خطط لها ألا تهزم المعارضة النظام وأن تمنح ما يكفي فقط لاستمرار الحرب الأهلية وتدمير جيش عربي آخر.
ويقول إن "مصر البلد العربي الاستراتيجي الأكثر سكانا والأكبر تأثيرا ثقافيا هي نفسها الهدف النهائي لهذا المخطط –حسب أصحاب نظرية المؤامرة- وأنه بعد اسقاط مبارك عام 2011 أشعل عملاء غربيون الاحتراب بين المسلمين والمسيحيين، وأن أمريكا تحالفت مع الإخوان المسلمين لتخضع الجيش المصري عند وصولها للسلطة، لكن الشعب المصري في 30 يونيو أجهض هذا المخطط وأطاح بالمتآمرين".
ويرى الكاتب أن الشرق الأوسط لم يكن مدعاة للحيرة أكثر منه الآن، في ظل تحديات التحولات غير المتوقعة وتبدل التحالفات التي تواجه الأفكار اليقينية القديمة.
ويقول إن الحريات ووسائل الإعلام الجديدة تخلق المزيد والمزيد من المعلومات، ومدى أوسع من الرؤى، لا يتم تنظيم تدفقها إلا عبر التفكير المتمني والتحيزات المسبقة والتشويه المتعمد والبروباجندا.
ويقول الكاتب إن آراء المؤمنين بنظرية المؤامرة الكبيرة هذه تتباين وعلى الأخص بشأن الدوافع الغربية لها، "فيري البعض أن الهدف هو حماية إسرائيل وأن حلفاءها الغربيين يزيلون أي تحد عربي محتمل لها واحدا تلو الآخر، والبعض يرون أن أمريكا نفسها هي المتآمر الأول بغرض السيطرة على العالم".
ويعتقد الكاتب أن هذه النظرية التي تبدو مجافية للمنطق بالنسبة لغالبية الغربيين، تجعلها بساطتها البادية جذابة لشعوب تعيش اضطرابا سياسيا مؤلما.
ويضيف أن هذه النظرية تلقى صدى من قبل مجموعة واسعة من المصريين، بدءا من سائق سيارة أجرة متحذلق إلى استشاريي المخاطر المالية الذين يتقاضون أجورا مرتفعة، ومن طلاب الجامعات إلى مديرين تنفيذيين بشركات للسياحة، ومسؤولين حكوميين.
ويقول إنه علاوة على ذلك، فإن مقالات في الصحف المصرية "معروفة بأنها تحمل أفكار الأجهزة الأمنية أو مبنية على مقابلات مع ضباط المخابرات المتقاعدين، تظهر أن أفكار (نظرية المؤامرة) تسود مؤسسات الدولة الأمنية في مصر".
ويضيف أن المفارقة الساخرة، بين مفارقات عديدة، هي أن هذه النظرية عن مخطط الغرب الجبار الشرير شائعة بشكل مفزع، وتكاد تكون متطابقة مع خطاب الضحية الذي طالما تبناه من تلاحقهم نفس هذه المؤسسات الأمنية الآن؛ جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم من الإسلاميين.
المقال الكامل المنشور على موقع مجلة الإيكونومست بتاريخ 12 نوفمبر 2013
تعليقات الفيسبوك