الفورين بوليسي: لماذا تنظر مصر بعين القلق لهبوط أسعار النفط؟

السبت 01-11-2014 PM 11:12
الفورين بوليسي: لماذا تنظر مصر بعين القلق لهبوط أسعار النفط؟
كتب:

كتب كيث جونسون أن الوضع المالي لدول الخليج ذو أهمية قصوى للقاهرة وعواصم أخرى كعمان والرباط، ناظرة بعين القلق إلى إمكانية استمرار هذه الدول في ضخ مساعدات كافية لضمان الاستمرار في التزامات أولويات إنفاقها المحلي والدولي، على الأقل في الفترة الآنية.

وفي مقال على موقع مجلة الفورين بوليسي، قال الكاتب أن انخفاض أسعار النفط الخام بمقدار الربع يبدو أنه سيستمر لوقت طويل، وأن خبراء يرون أن سعر البرميل سيظل قريبا من 80 دولار أمريكي، بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي ما لم تقم منظمة الأوبك بتخفيض الإنتاج.

ويقول الكاتب إن استمرار انخفاض أسعار النفط قد يؤدي لعدم تمكن دول الخليج من مواصلة ضخ أموال لمساعدة الدول المتعثرة اقتصاديا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي لا تمتلك احتياطيات هائلة مثلها من الغاز والنفط ومنها مصر والمغرب.

ويضيف الكاتب أن دول الخليج الغنية ظلت لعشرات السنين تساعد الجيران البعيدين من أجل أن توازن النفوذ الأوروبي الكبير وكذلك أن تضمن الاستقرار السياسي في منطقة تفتقده تاريخيا.

ويشير إلى قول صندوق النقد الدولي الإثنين الماضي إن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمامهما عام آخر من النمو غير المرضي، وإن دول الخليج الغنية قد تشهد موازناتها عجزا في العام المقبل لو استمر انخفاض سعر النفط الذي ربما يؤدي لفقدان 175 مليار دولار أمريكي من فوائضها المالية.

ويقول إن انخفاض أسعار النفط يشكل خطرا محتملا على المنطقة، بما فيها حتى الدول غير المصدرة له، لاحتمال حجبه للمساعدات السخية التي تقدمها السعودية والإمارات لمصر والأردن والمغرب لتعويم اقتصاداتها ولمنع سيطرة حكومات تتبنى الأيديولوجية الإسلاموية عليها.

ويشير إلى أن السعودية والإمارات تدعمان بقوة "رجل مصر القوي" الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أسقط الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي، وأنهما تعهدتا بتقديم 20 مليار دولار لمصر وقدمتا منهم بالفعل 17 مليارا، نقدا ومنتجات نفطية.

ويشير إلى أن هذه المساعدات كانت من أسباب إعادة تصنيف مؤسسة "موديز" لوضع اقتصاد مصر مؤخرا من سلبي إلى مستقر.

وقال إن هذه المعونات ساعدت على تعويض سحب قطر، التي دعمت مرسي، لودائعها في مصر.

وأشار لامتداح جاك ليو وزير الخزانة الأمريكي للاصلاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر خلال زيارته للقاهرة مؤخرا، الذي أكد على أهمية المساعدات الخارجية، بما فيها المساعدات المقدمة من بلاده والمؤسسات الدولية، وأنها لا تزال أساسية لمساعدة مصر للنهوض على قدميها وجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة.

وتقول الفورين بوليسي إن الأنباء الجيدة بالنسبة للرئيس السيسي هي وجود المحافظ المالية المتضخمة في الخليج بعد عقد من ارتفاع نسبي لأسعار النفط، والتي تبلغ 2.5 تريليون دولار لدول مجلس التعاون الخليجي الست، مشيرة إلى مقربين لدولة الإمارات يرون أنها لا تشهد خطرا في السيولة النقدية على المدى القريب لوجود احتياطيات نفطية هائلة وانخفاض تكلفة استخراج النفط، والتي لديها أكبر صندوق سيادي للثروة في العالم.

وتنقل المجلة عن ستيفين دايك، المحلل الرئيس لمصر في "موديز"، قوله "إنهم يعلمون أن مصر أكبر من أن تترك للفشل، ولذا فهناك التزام بدعمها ...ولا أعتقد أن الثلاث دول الداعمة بشكل رئيسي (السعودية والكويت والإمارات) تواجه أي ضغوط حادة حتى الآن بسبب هبوط أسعار النفط".

المقال كامل منشور على موقع مجلة الفورين بوليسي بتاريخ 28 أكتوبر 2014.

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys