في مقال بـ "النيويورك تايمز"، كتب "ديفيد كيركباتريك" عن المناظرة الرئاسية الأولى – بين عبد المنعم ابو الفتوح وعمرو موسى – التي وضعت دور الإسلام في حكم مصر في بؤرة اهتمام الحملات الانتخابية للرئاسة.
فالمناظرة – التي لم يكن ممكنا التفكير في عقدها قبل الإطاحة بمبارك – كررت مرارا السؤال المثير للاستقطاب بين المرشحين حول معنى الشريعة الإسلامية، ودور جماعات إسلامية كجماعة الإخوان المسلمين، ودورالإسلام في المجال العام على عكس ما يقوله مرشحون كثيرون عن أهمية الأمن والاقتصاد لدي الناخبين.
ويحكى كيف تلقى المرشح الإسلامي الليبرالي عبد المنعم أبو الفتوح – أثناء المناظرة وقبلها - الكثير من الضربات من ناحية الإسلاميين والليبراليين على حد سواء، وكيف اتهم عمرو موسى في المناظرة منافسه أبو الفتوح بإخفاء أجندة إسلامية متشددة، معتمدا على سجل خصمه في الماضي.
ويقول الكاتب إن جماعة الإخوان من ناحية أخرى شنت مجموعة من الهجمات على أبو الفتوح لاقترابه من "الزنادقة"، منحية جانبا جهودها السابقة للظهور بمظهر معتدل، ومتبنية مواقف من قبيل حظر الترشح للرئاسة على غير المسلمين، وتشديد الرقابة على أعمال أدبية بدعوى إساءتها للمسلمين.
ويشير المقال إلى قيام موسى أثناء المناظرة بقراءة فقرات من مذكرات أبو الفتوح – مخرجا إياها عن سياقها – مرجحا دعم منافسه للعنف، ومحذرا من عودته لمثل هذا الموقف المتبني للعنف.
ويشير إلى مواصلة موسى الهجوم على أبو الفتوح متهما إياه بالتسبب في مقتل مصريين على يد جماعات إسلامية – ليس لأبو الفتوح علاقة بها حسب قول الكاتب- متسائلا "ألم يحن الوقت للاعتذار... كيف تعيش والدم يلطخ يديك؟".
ويقول الكاتب إن مرشح الإخوان محمد مرسي – الذي تبين استطلاعات للرأي تراجع موقعه – لم يشارك في المناظرة، بينما فاجأ أبو الفتوح الجماعة بحصوله على دعم السلفيين، الذين فازوا بربع مقاعد البرلمان، وسيشكلون كتلة هامة في سباق الرئاسة.
ويقص الكاتب كيف أن المتحدث باسم الإخوان – محمود غزلان – نشر هذا الأسبوع عمودين صحفيين بغرض تقويض ذلك الدعم ، يعددان الهجمات السابقة للسلفيين على أبو الفتوح وآرائه الليبرالية.
ويكشف غزلان كيف أن السلفيين انتقدوا أبو الفتوح عام 2005 لأنه كان يرى الديمقراطية أهم من نص الدستور على الشريعة، وأن الناس لو صوتوا لإلغاء هذا النص فيجب قبول اختيارهم، حيث أن الديمقراطية هي قلب الشريعة الإسلامية.
ويكشف عن هجوم آخر للسلفيين على أبو الفتوح عام 2003 عندما أقر بجواز تولي مسيحي لمنصب الرئيس، وهجوم على دفاعه عن حرية الإبداع حتى لو دعا لـ"لردة"، أو وصف "الحب والجنس". ولقائه بالأديب نجيب محفوظ وحثه على إصدار الرواية الممنوعة "أولاد حارتنا".
وينقل الكاتب عن غزلان رأيه بأن أبو الفتوح ليس مرشحا إسلاميا حقيقيا، وعن قيادي سلفي بارز – عبد المنعم الشحات – قوله بإن السلفيين يعترفون بوجود "خلافات كبيرة مع أبو الفتوح لتساهله".
ويختم الكاتب مقاله بأن قيادات الجماعة الـ"جائعة" للسلطة، يخشاها الكثيرون من بين الإسلاميين خارجها، وبالأخص كما يقول الشحات "للموقف العنيف لبعض مؤيدي مرشح الإخوان – محمد مرسي – تجاه الذين يدعمون أبو الفتوح".
تعليقات الفيسبوك