قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن مصر وقبرص تعمقان علاقة تعاون بشأن الطاقة، في الوقت الذي يبرز فيه ما تصفه بتكتل معاد لتركيا في شرق البحر المتوسط.
وفي تقرير لمجموعة من مراسليها في كل من مصر واستانبول والقدس، قالت الصحيفة إن هذا التكتل يهدد بتقويض آمال الولايات المتحدة بأن تؤدي اكتشافات الغاز الجديدة في المنطقة إلى تخفيف التوترات الإقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير البترول المصري شريف إسماعيل –خلال اجتماع ثلاثي بين مصر وقبرص واليونان في نيقوسيا الثلاثاء- بأن القاهرة ستسرع من وتيرة إجراء محادثات لضخ الغاز القبرصي عبر الأنابيب لسد الاحتياج المحلي بمصر ولإعادة التصدير.
وتشير أيضا لتصريحات لأحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي الثلاثاء بأن بلاده لن تسمح بتنقيب قبرص عن البترول أو الغاز جنوبي الجزيرة..."البحر المتوسط أيضا بحرنا ولو دعت الضرورة سنقوم أيضا بالتنقيب فيه".
وتقول الصحيفة إن اجتماع نيقوسيا الثلاثي يأتي في وقت "تتدهور فيه علاقات تركيا مع العديد من جيرانها"، مشيرة إلى اجتماع قمة ضم كلا من الرئيس المصري السيسي ورئيس قبرص ورئيس الوزراء اليوناني في القاهرة في مطلع الشهر الحالي.
وترى الصحيفة أن كلا من مصر وقبرص وطدا علاقتهما بإسرائيل التي تدهورت علاقتها بتركيا بسب دعم أنقرة لحماس وجماعة الإخوان المسلمين.
وتنقل الصحيفة عن سنان أولجين من معهد كارنيجي-أوروبا قوله "ينظر إلى ارتباط أنقرة بالحركات الإسلامية على أنه تهديد للوضع في بلدان عدة...هناك بالتأكيد تحالف معاد لتركيا يتشكل في المنطقة، لكني على الرغم من ذلك أراه هشا وغير فعال".
وتضيف الصحيفة أن قبرص تنفي أنها تؤسس تحالفا معاديا لتركيا، لكن بينها وبين أنقرة تزايدت بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة بسبب النزاع بشأن الغاز.
وتقول الصحيفة إن تركيا، التي لا تربطها بنيقوسيا علاقات دبلوماسية، ترى أن استغلال الغاز يجب أن يتم بموافقة الأقلية التركية في شرق جزيرة قبرص المنقسمة، وأن تركيا هي السوق الأكثر منطقية للغاز القبرصي.
وتتابع الصحيفة "لكن مصر تعاني نقصا في الغاز وظهرت كسوق بديل. تبحث القاهرة أيضا نقل الغاز الإسرائيلي عن طريق أنبوب تحت مياه البحر".
وتقول إن إدارة أوباما لا تزال آملة في أن تؤدي اكتشافات الغاز شرق البحر المتوسط إلى توافق إقليمي وعلى الأخص إلى دافع للمفاوضات لإعادة توحيد قبرص.
وتشير إلى تصريح لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول فيه "إنها (الاكتشافات) تحمل الأمل بجلب الاستقرار واتفاقا بين إسرائيل وتركيا ومصر واليونان وقبرص وربما لبنان...وتحمل إمكانية توفير امدادات جديدة لأوروبا من أجل زيادة تأمين الطاقة".
المقال كامل منشور على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز بتاريخ 25 نوفمير 2014.
تعليقات الفيسبوك