كتبت إيرين كننجهام أن جماعة أساسية من الناخبين لم تشارك في انتخابات الرئاسة في مصر، هي السلفيون الذين كان من المتوقع تصويتهم للسيسي بعد أن أعلنوا رسميا تأييدهم لترشحه.
وقالت الكاتبة في مقال على موقع صحيفة الواشنطون بوست إن قادة حزب النور السلفي –الذي يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية- أيدوا ترشح السيسي بعد أن سبق وأيدوا تحركه في يوليو الماضي لعزل منافسهما الإسلامي الرئيس السابق المنتخب محمد مرسي وجماعة الإخوان التي انتمي لها والتي نافسها حزب النور أكبر الأحزاب السلفية على أصوات الإسلاميين في الانتخابات التي تلت ثورة 2011.
وتقول الكاتبة أن الحزب أخفق في أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة في زيادة الإقبال بأعداد كبيرة للتصويت لصالح السيسي الذي حقق فوزا ساحقا لكن في ظل نسبة إقبال منخفضة.
وتضيف نقلا عن أحد المحللين "تسبب قمعه (السيسي) الدموي للإسلاميين في ابتعاد كثيرين داخل الحزب وفي الحركة السلفية الأكبر، ورغم قرار القيادة بدعم السيسي، إلا أن القليل من الأعضاء صوتوا لصالح المرشح الذي لا يعتبرونه إسلاميا بشكل كاف".
وتقول إن غياب أعضاء الحزب عن الاقتراع يؤكد ما يصفه مراقبون عديدون بالتحالف الهش غير المؤسس على شئ إلا المصلحة المشتركة في إنهاء وجود جماعة الإخوان المسلمين كقوة سياسية.
وترى الكاتبة أن انهيار هذا التحالف سيجعل السيسي يخسر الحليف الإسلامي الوحيد الذي يحتاج إليه لتصوير أن شراكته السياسية شاملة غير إقصائية، وكمخرج لطيف من الناخبين السلفيين الذين ربما ينضمون لمعارضيه.
وتضيف أنه من ناحية حزب النور الذي فاز بربع مقاعد البرلمان عام 2011، فربما "يخاطر بوضع نفسه في مرمى نيران النظام".
وتشير الكاتبة إلى أن السلفيين خلال حكم مبارك –الذي كان يرى الإسلام السياسي تهديدا لحكمه- ابتعدوا عن السياسة لضمان بقائهم، ولكنهم انضموا للمجال السياسي بعد ثورة يناير 2011، ولديهم كتلة انتخابية مؤيدة تشكلت عبر عقود من الدعوة والعمل الخيري على مستوى جماهيري.
وتقول الكاتبة إن السلفيين في مصر –الذين كانوا يرون في السابق أن السياسية تتنافى مع الإسلام وعلى عكس جماعة الإخوان - يقدر عددهم بنحو خمسة ملايين من بين 86 مليونا من السكان.
وتنقل عن عضو بلجنة عمال الحزب في الإسكندرية قوله إن "قرار تأييد السيسي كان صعبا".
وتنقل الكاتبة عن خليل العناني الأكاديمي الخبير في الحركات الإسلامية أن تأييد الحزب للسيسي "قد يأتي بنتيجة عكسية، حيث يحظر الدستور الجديد قيام الأحزاب على أساس ديني، و في حال صدور حكم قضائي بحل حزب النور، لن يجد إلا قليلا من الدعم بين الإسلاميين وتجمعات السلفيين الذين أغضبهم قبول الحزب للحكم المدعوم من الجيش".
وتنقل عن يسري حماد العضو السابق بحزب النور وأحد مؤسسي حزب الوطن السلفي قوله "الأعضاء ليسوا راضين عن السياسات التي يتبناها الحزب، وعلى الأخص موقفهم ضد الرئيس الشرعي (مرسي)".
وتقول الكاتبة إن أعضاء الحزب يقرون بأن الشراكة مع السيسي لن تستمر طويلا، وتنقل عن عضو بلجنة للحزب بالإسكندرية قوله "نحن نؤيد الشعب وليس شخص السيسي....عندما وجدنا جماعة الإخوان المسلمين تتورط في مواجهة مع الشعب المصري وقفنا مع الشعب، وسيكون الأمر بالمثل مع السيسي".
رابط المقال الكامل على موقع صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ أول يونيو 2014
تعليقات الفيسبوك