صوت عذب دافئ تعلقت به آذان الأطفال وربطهم بالإذاعة ليروي لهم أجمل القصص التي تحمل في باطنها قيما تربت عليها أجيال، من خلال برنامج "غنوة وحدوتة" للإذاعية الشهيرة فضيلة توفيق الملقبة "أبلة فضيلة".
برنامج "غنوة وحدوتة" كان يؤصل لوجود الخير وانتصاره على الشر وترتبط ذاكرة الأطفال به.
بدأت أبلة فضيلة برنامجها بجملة تفيض بالحنان والأمومة "حبايبي الحلوين"، تلك الجملة التي جعلت الأطفال يتحلقون حول الراديو ذلك العالم الآسر الحافل بحكايات أبلة فضيلة الشائقة.
فضيلة توفيق هي أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، التحقت بمدرسة الحقوق على الرغم من أنها لم تكن تفضل ذلك، إلا أن الدكتور أسامة الباز شجعها.
تمنت أن تعمل بالإذاعة المصرية وقابلت رائد الإذاعة محمد محمود شعبان الشهير بـ"بابا شارو" وطلبت منه أن تعمل كمذيعة أطفال فرفض، معللاً بأنه وحده الذي يعمل في برامج الأطفال فتولت قراءة النشرة، وعند انتقاله للتلفزيون تولت هي مهمة برامج الأطفال في الإذاعة عام 1961.
صورة مرسومة لفضيلة توفيق- أصوات مصرية
بدأ تقديم برنامج "أبلة فضيلة" منذ أكثر 50 عاماً على المحطة الإذاعية "البرنامج العام"، وتعلق الكبار قبل الصغار بصوتها وهي تروي قصصاً للأطفال بأسلوب بسيط وجذاب، لتجد أن نهاية القصة تحمل معنى وحكمة ورسالة هامة قُدمت في إطار خفيف وممتع.
فضيلة توفيق رفضت أن يُطلق على البرنامج اسم "ماما فضيلة" لاقتناعها أنه لا يوجد أحد يستحق أن يطلق عليه "ماما" سوى الأم نفسها، لذلك فضلت كلمة "أبلة" لسهولتها ورواجها عند الصغار والكبار معا.
وقالت فضيلة توفيق، لأصوات مصرية، إن "الإذاعة لم تفقد دورها رغم التطور التكنولوجي الهائل وظهور القنوات الفضائية والإنترنت وما زال لها جمهورها".
وأضافت "للإذاعة أهمية كبرى خاصة للأطفال لأنها تنمي موهبة الخيال لديهم، بالاستماع لمؤثرات صوتية تصف مناطق أخرى وعادات جيدة بما يساعد على إرساء القيم الهادفة داخلهم بسهولة".
وتتابع أبلة فضيلة حديثها "أعتبر الإذاعة بيتي الثاني والميكرفون صديقي الأول الذي أتحدث معه، وهو الذي يشعر بحزني وسعادتي".
لم تختلف نبرة صوت فضيلة توفيق -التي جذبت بها الأطفال بحواديت برنامجها- حتى الآن وما زالت تقدم البرنامج رغم تجاوزها سن التقاعد.
وعن سبب التحاقها بكلية الحقوق، تقول "أجبرني والدي على الالتحاق بها لأكون مع شقيقي بنفس الكلية رغم رغبتي في دخول كلية الآداب".
عمل "أبلة فضيلة" لم يتوقف على برامج الأطفال فقط، ولكنها عملت كرئيسة للبرنامج العام.
وتؤكد فضيلة توفيق أن عملها مع الأطفال فترة طويلة جعلها تكتسب عددا من صفاتهم، وتقول "أشعر بأنني طفلة حتى في التعامل مع ابنتي وحفيدتي وهم يتعاملون معي على هذا الأساس".
حدوتة أبلة فضيلة
وتتذكر فضيلة توفيق شهر رمضان في الماضي، وكيف كانت تقوم بتقديم قيم جيدة للأطفال من خلال القصص التي ترويها، وتؤكد أن برنامج "غنوة وحدوتة" هو جزء من حياتها لا تستطيع الاستغناء عنه، فرغم كبر سنها إلا أنها تمارس عملها.
تعليقات الفيسبوك