من بين 110 الاف مسجد وزاوية في مصر، تحظى مساجد نساء آل البيت والأولياء الصالحين بمكانة خاصة، وتجتذب أعدادا هائلة من الرواد لا سيما من النساء، وبصفة خاصة في شهر رمضان الذي يتميز بالطابع الديني والروحاني.
*"نفيسة" و"زينب" الأكثر شهرة
قال الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف، لأصوات مصرية، إن مسجدي السيدة نفيسة والسيدة زينب هما أشهر تلك المساجد وأكثرها ازدحاما في رمضان وطوال العام.
وأشار إلى أن هذه المساجد تندرج في قائمة "مساجد النذور"، قائلا "كل المساجد التي يتواجد بها أضرحة لآل البيت والأولياء وصناديق نذور، نُطلق عليها مساجد النذور، ولا نفصل في حصر أعداد المساجد بين مساجد النساء والرجال".
ويبلغ عدد المساجد التي تضم صناديق نذور في مصر 179 مسجدا، من بينها مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة والسيدة رقية والسيدة فاطمة النبوية والسيدة سكينة والسيدة حورية والحاجة ذكية والشيخة صباح (9 مساجد).
* أغلب الزوار نساء
أشار وكيل وزارة الأوقاف إلى أن من معظم رواد مساجد نساء آل البيت من الفتيات والسيدات، قائلا "النساء يشعرن بالراحة أكثر في مساجدهن وخاصة مسجد السيدة نفيسة التي يطلق عليها "نفيسة العلوم" والسيدة زينب صاحبة لقب "أم العواجز" ويشعرن بأن دعوتهن أقرب إلى الله في جوارهن".
* السيدة زينب "أم العواجز"
للسيدة زينب ألقاب عديدة، من أشهرها "أم العواجز" لاشتهارها بمساعدة العواجز والمساكين وقضاء حوائجهم، ويكثر رواد مسجدها خلال شهر الصيام.
ويقع مسجد السيدة زينب في حي السيدة الذي يحمل اسمها ويعد أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، وينسب إلى زينب بنت علي بن أبي طالب حفيدة النبي وأخت الحسن والحسين.
ويعتبر حي السيدة زينب من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، حيث يكتظ بالمقاهي ومطاعم الأكلات الشعبية التي يتردد عليها الزوار بكثرة في شهر رمضان أوقات السحور والإفطار.
ومن غير المعروف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب؛ فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والي مصر العثماني علي باشا جدد المسجد سنة 951 هـجريا وفى عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا وبالتالي فالمسجد ليس مسجلا كأثر إسلامي.
* نفيسة العلم والخلق
يقع مسجدها في منطقة السيدة نفيسة بالقاهرة، المسماة قديمًا بدرب السباع، ويوجد في بداية الطريق المسمى "طريق أهل البيت".
ولدت نفيسة بنت الحسن "حفيدة الرسول" في ربيع الأول عام 145 هجريا، واشتهرت بالعبادة والزهد وحفظت القرآن الكريم وتفقهت في الدين لذا لقبت بنفيسة العلم والعلماء، ونفيسة الخلق والجمال.
وبني مسجدها في عصر الدولة العباسية من قبل والي مصر "عبيد الله بن السري"، ويعتبر من أكثر المساجد التي تتردد عليها النساء في مصر طوال العام ولا سيما في شهر العبادات والتقرب إلى الله.
* السيدة عائشة
يقع مسجدها بشارع السيدة عائشة في حي الخليفة وهي من آل بيت النبي، فهي بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب.
وأجمع المؤرخون على قدومها إلى مصر ووفاتها فيها، وقد هدُم المسجد القديم وأعاد بناءه الأمير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن عشر. ويعد من أشهر المساجد الموجودة في القاهرة.
* بركة ونسب طاهر
ويبرر رواد مساجد نساء آل البيت والأولياء الصالحين تحمل مشقة زيارتها من مختلف المحافظات برغبتهم في "التبرك" بنسبهن الطاهر والتقرب إلى الله بالدعاء.
وقالت منى كامل، عاملة بإحدى المدارس وإحدى الزائرات الدائمات لمسجد السيدة زينب، لأصوات مصرية، "أنا جوزي ميت وماكنش ليا سند في الدنيا في غيره، وكل ما الدنيا بتضيق بيا باروح عند السيدة زينب أدعي لربنا يفرجها عليا أنا وعيالي".
وتبرر اختيارها لمسجد السيدة زينب قائلة "هي أم العواجز ومسجدها كله بركة وباجي عشان أتبرك بيها بس مبقولش غير (يارب)".
وتحكي "إحسان الحريري" -زائرة لمسجد السيدة زينب- إنها تعاني منذ سنوات من مرض السرطان قائلة "السيدة زينب اسمها أم العواجز عشان كانت بتساعد العجزة والمساكين وباجي بيتها أطلب الشفاء من ربنا".
وقالت "أم عمرو" -ربة منزل- إنها تفضل زيارة مسجدي السيدة زينب والسيدة نفيسة لأنهم "أهل بركة"، مضيفة "نسبهم الشريف الطاهر بيخلي الناس تجي من كل حتة تزورهم وتقرالهم الفاتحة وتاخد من بركتهم".
تعليقات الفيسبوك