قال مهندسون وفنيون بشركة مصر للطيران، اليوم السبت، إن طائرات الشركة مزودة بأجهزة إلكترونية تقوم بالإبلاغ آليا عن وجود أي أدخنة أو نيران على الطائرة.
وأضافوا، لأصوات مصرية، أن تلك الأجهزة تعمل خلال تواجد الطائرات في الجو، وتعمل دون تدخل قائد الطائرة أو طاقمها.
وقالت هيئة سلامة الطيران الفرنسية اليوم إن الطائرة المصرية المنكوبة أرسلت إشارات حدوث أخطاء تشير إلى رصد دخان داخل الطائرة قبل سقوطها في البحر المتوسط يوم الخميس.
* لا نفي ولا تأكيد
لكن التلفزيون الرسمي قال إن وزارة الطيران المصرية لم تؤكد بعد ما تناقله الجانب الفرنسي عن انبعاث دخان من الطائرة المصرية المنكوبة قبل تحطمها.
وفقدت طائرة الرحلة رقم 804 التابعة لشركة مصر للطيران فوق البحر المتوسط فجر الخميس بعد الدخول إلى المجال الجوي المصري بعشرة أميال. وكان على متنها 66 من الركاب وأفراد الطاقم ورجال الأمن، هم 30 مصريا و15 فرنسيا و21 من 10 جنسيات أخرى.
وقال المنهدسون والفنيون إن "كل طائرات مصر للطيران مزودة بهذه الأجهزة، التي تقوم بإرسال إشارات إلكترونية يتم تسجيلها آليا في المركز الرئيسي لمصر للطيران توضح وجود دخان أو نار في الطائرة خلال رحلاتها في الجو".
وأشاروا إلى أن تلك الأجهزة تمكن الشركة من تحديد مكان تصاعد الدخان أو الحريق على الطائرة، وأن كل ذلك يجري بشكل آلي، مرجحين أن "ترسل هذه الأجهزة مثل هذه الإشارات إلى شركة إيرباص المصنعة للطائرة المنكوبة".
والطائرة المصرية المنكوبة، من طراز إيرباص ايه 320، ومزودة بمحركات من انتاج برات آند ويتني الأمريكية.
وقالت هيئة السلامة الفرنسية إن الإشارات التي انبعثت من الطائرة المصرية لا تفسر سبب انبعاث الدخان أو نشوب حريق في طائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر وعلى متنها 66 شخصا أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة.
لكن الإشارات توفر معلومات أولية عما حدث في اللحظات التي سبقت التحطم.
ونقل وكالت رويترز للأنباء عن مصدر في مجال الطيران قوله إن نشوب حريق على متن الطائرة يؤدي على الأرجح إلى إرسال إشارات تحذيرية كثيرة إلا أن وقوع انفجار مفاجئ قد لا يؤدي إلى إرسال أي إشارة.
وأعلنت جماعة "ولاية سيناء" المتشددة الموجودة في شمال سيناء، مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية بعد أن أقلعت من مطار شرم الشيخ في أواخر أكتوبر ما أسفر عن مقتل كل من كانوا فيها وعددهم 224 شخصا. إلا أن مصر أكدت أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الطائرة تحطمت نتيجة عمل إرهابي.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن قمرا صناعيا أوروبيا رصد بقعة نفط في البحر المتوسط على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب شرقي آخر موقع رصدت فيه الطائرة المصرية المنكوبة قبل اختفائها.
ونشر موقع الطيران (أفييشن هيرالد) سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق. وشملت الإشارات تحذيرات من دخان في المرحاض وكذلك في أجهزة توجيه الطائرة الموجودة أسفل قمرة القيادة.
* نشوب حريق
ونقلت وكالة رويترز عن خبيرين في مجال سلامة النقل الجوي، قولهم إن الإشارات تعني إمكانية نشوب حريق لكن التتابع القصير نسبيا للبيانات لا يقدم دليلا على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة، كما لا يبين ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو.
وأعلن الجيش المصري يوم الجمعة العثور على أجزاء من حطام الطائرة وبعض متعلقات الركاب بالقرب من الإسكندرية وعلى مسافة 290 كم. وقالت وزارة الطيران إن الجيش مازال مستمرا في البحث عن باقي حطام الطائرة.
وشكلت مصر لجنة تحقيق في الحادث برئاسة أيمن المقدم رئيس الإدارة المركزية لتحقيق حوادث الطائرات بوزارة الطيران المصرية. وقال المقدم إن الخبراء سافروا إلى الإسكندرية لفحص حطام الطائرة.
ووصل الجمعة إلى القاهرة ثلاثة محققين فرنسيين يتبعون مكتب التحقيقات والتحليل في وزارة الطيران المدني الفرنسية، وخبير فني من شركة إيرباص التي صنعت الطائرة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن المعلومات المتوفرة حتى الآن بشأن تحطم الطائرة المصرية المنكوبة محدودة، مضيفا أنه يجري البحث عن الصندوقين الأسودين وباقي حطام الطائرة.
وأشار إلى أنه سيتوجه إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات، وأنه سيجري التعاون بين وزارة الخارجية الفرنسية ونظيرتها المصرية في التحقيق.
تعليقات الفيسبوك