شهدت الأيام القليلة الماضية حملة قوية من وسائل إعلام محلية على وكالة رويترز للأنباء بعد نشر تقرير نقلت فيه عن مصادر في الشرطة والمخابرات أن أجهزة الأمن احتجزت الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قبل العثور على جثته لاحقا.
وانبرت وسائل إعلام للدفاع عن المهنية الصحفية رغم تاريخها الحافل بالسقطات المهنية.
وكانت وسائل إعلام محلية قالت إن ضابطا بالشرطة قدم بلاغا للنيابة ضد مدير مكتب رويترز في مصر يتهمه بنشر أخبار كاذبة.
ونشرت صحيفة اليوم السابع خبرا بعنوان "هروب مدير مكتب وكالة رويترز بالقاهرة مايكل جورجي إلى سويسرا". ونشر الخبر باسم صحفي لم يتول مهمة محرر أخبار المطارات بالجريدة أو مراسلها لدى وزارة الداخلية.
وزعم الخبر أن وكالة رويترز وجهت اللوم لمدير مكتبها عن نشر التقرير رغم أن مثل هذه التقارير تخضع عادة لمراجعة على أكثر من مستوى في وكالة الأنباء بما في ذلك المكتب الرئيسي.
ولم يتضمن الخبر أي اشارة إلى الرجوع الى رويترز للحصول على تعليق عن مدى صحة هروب مدير مكتبها بالقاهرة.
وافادت تقارير أن شركة تومسون رويترز التي تتبعها الوكالة قالت في وقت لاحق إن مدير المكتب سافر بغرض العمل، واكدت تمسكها بصحة التقرير عن ريجيني.
ونشرت اليوم السابع مقالي رأي، يهاجمان تغطية رويترز.
وتناول أيضا شخص يكتب تحت اسم "ابن الدولة"، ويعتبر صاحب أطول عناوين المقالات في الصحافة، قصة التغطية الصحفية لرويترز حول ريجيني، في مقال جاء عنوانه، "مصادفات جديدة بين «ريجينى وكيرى».. كيف أصبح الهارب عمر عفيفى مصدرا أمنيا رسميا لتقارير الصحف الإيطالية والوكالات الكبرى؟!..هذه التقارير وتوقيتات نشرها تضاعف من حجم الغموض وجهة إطلاقها".
وكانت صحيفة اليوم السابع التي نشرت الخبر ارتكبت سقطة مهنية قبل أسابيع في حفل توزيع جوائز الأوسكار، خلال مشاركة صحفية "اليوم السابع"، شيماء عبد المنعم، جاءتها الفرصة لتكون آخر من يطرح سؤالا في حفل توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود على النجم العالمي ليوناردو دي كابريو الفائز بجائزة أفضل ممثل لأول مرة في مشواره الفني المستمر منذ 25 عاما.
وتحدثت الصحفية قائلة "إنها أول صحفية مصرية تغطي الأوسكار من هنا" لتبدو كأنها تعلن خبرا بدلا من طرح سؤال ورغم وجود صحفيين مصريين آخرين سبق أن غطوا الحدث. وبعد الأسئلة العديدة التي وجهها الصحفيون للنجم العالمي وحاولوا فيها التطرق لمختلف جوانب الحدث جاء سؤال الصحفية المصرية "ماذا عن أول أوسكار لك؟".
ولم يقتصر الأمر على اليوم السابع بل استخدمت برامج توك شو الخبر كمادة لمهاجمة رويترز.
وهاجم الإعلامي أحمد موسى، وكالة «رويترز» بشأن ما نشرته عن الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، بقوله إن "كل ما نشرته رويترز بشأن ريجيني كذب ليس له علاقة بحرية الرأي أو أخبار، لكن الهدف ضرب الدولة المصرية عمدا".
وطالب "موسى" خلال برنامج "على مسئوليتي" المذاع على فضائية "صدى البلد" أجهزة الدولة بالتصدي للوكالات الأجنبية التي تبث سمومها وأخبار كاذبة ضد مصر، مؤكدا أن وكالة "رويترز" للأخبار "فاشلة وتبث الأكاذيب وتتآمر علي الدولة المصرية".
وكان موسى نفسه مادة لانتقادات وسائل إعلام عالمية حين بث في برنامجه ما قاله إنه فيديو يظهر دقة ضربات الطيران الروسي ضد الجماعات المسلحة في سوريا. واتضح فيما بعد أن الفيديو عبارة عن لعبة على الإنترنت.
تعليقات الفيسبوك