تقف أربع سيدات خلف نجاح فيلم "نوارة" الفائز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجاني دبي بالامارات وتطوان بالمغرب.
والسيدات الأربعة هن هالة خليل المؤلفة والمخرجة، و"منة شلبي" البطلة، ومهندسة الديكور هند حيدر والإستايلست ريم العدل.
و"نوارة" فيلم مصري، من إنتاج شركة ريد ستارز، حصلت بطلته منى شلبي على جائزة أفضل ممثلة في مهرجاني "دبي" و"تطوان".
وشارك في بطولته أمير صلاح ومحمود حميدة ورجاء حسين وشيرين رضا، ومدير التصوير زكي عارف وكان العرض الأول له في دور السينما في مصر يوم 23 مارس الماضي.
وتدور أحداثه حول "نوارة" التي تعمل خادمة لدى إحدى العائلات الثرية، التي يهرب أفرادها خارج البلد عقب ثورة 25 يناير 2011 خوفا من القبض عليهم لكونهم جزءا من نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي قامت ضده الثورة المصرية.
وتتولى الخادمة العناية بالمنزل وهو ما يعرضها لمشكلات عديدة. ويرصد الفيلم معاناة الفقراء في مصر وأحلامهم بحياة أفضل والتي تصطدم بالواقع الذي لم يتغير بعد الثورة.
وقال صفي الدين محمود، منتج الفيلم، لأصوات مصرية، إن الكفاءة هي التي جمعت عضوات فريق العمل ولم يكن هناك تعمد لعمل فيلم نسائي.
وأضاف "في البداية عجبني السيناريو اللي كتباه هالة والدور كان مكتوب لواحدة ست، وبدأنا نختار بقية صناع الفيلم، واختيار هند (مهندسة الديكور) أو ريم (الإستايلست) لأن كل واحدة فيهم من أشطر الناس في مجالها".
وتابع "صناعة السينما بالتحديد مفيهاش راجل وست والاختيار بيكون على أساس الموهبة والإبداع".
وأشار إلى أن وجود 4 سيدات ضمن فريق العمل يدلل على الدور الذي تلعبه النساء في المجتمع، قائلا "زي ما الفيلم بين أن الستات شايلة حاجات كتير أوي في البلد دي بنفس المنطق ستات كتير شايلة صناعة السينما في مصر".
وأضاف "على الرغم من قلتهم لكنهم بيشتغلوا بدأب وحب وإخلاص شديد".
وقال محمود إن اختياره كمنتج للفيلم لم يكن من منطلق توقعه لعائدات مالية ضخمة.
وأوضح "مكنتش متوقع أنه يجيب ملايين لأني مش براهن على فيلم كوميدي أو إني أنزله في العيد لكن اخترت فيلم يعيش بعد ما يخلص الموسم لسنين قدام".
وقالت المحامية انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إن هناك تغيرا حدث في المجتمع في السنوات الخمس الأخيرة عقب ثورة يناير.
وأوضحت "مشاركة النساء في الزخم الثوري والمجال العام انعكس على تناول القضايا الخاصة بهن في الدراما وعلى النظرة للمرأة وطبيعة دورها في الأعمال السينمائية".
وتابعت "كون أغلب عناصر الفيلم نسائية وبطلته سيدة ده جزء من التغيير اللي حصل".
وأشادت بتطرق الفيلم لقضية عاملات المنازل، قائلة "القضية دي مهمة جدا لأن عاملات المنازل من أكتر الفئات تهميشا داخل المجتمع وحقوقهن مهدرة سواء على مستوى الأجور أو التأمين الصحي والاجتماعي أو مستوى إساءة المعاملة".
وأضافت "بنشوف جرائم ترتكب في حق هذه الفئة وانتهاكات بيتعرضوا لها زي الضرب والإهانة من قبل أصحاب المنازل لأن مفيش قانون يحميهن".
ويستبعد قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 عاملات الخدمة المنزلية من الحماية القانونية حيث ينص في المادة الرابعة منه على أن "أحكام القانون لا تسري على عمال الخدمة المنزلية".
وتابعت المحامية أن الفيلم لفت النظر لمشكلة غياب العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع المنقسم بين ثراء فاحش وفقر مدقع.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن جنس المخرج أو المخرجة لا يؤثر على العمل الإبداعي لأنه قائم على الفكر والموهبة، لكن اللمسة الأنثوية تظهر في بعض التفاصيل وكان لها تأثير على رسم الشخصيات وتفاصيلها.
وأشارت إلى أن "نوارة" جسدت كثيرا من أفراد المجتمع، قائلة "الفيلم بيورينا إزاي أن البنت اللي استماتت في خدمة العائلة اللي شاركت في نهب البلد وهربت، تضررت في النهاية بسببهم".
وأضافت "ده بيوصلنا لأن الوفاء لشخص أو لنظام فاسد هيأذيك بشكل أو بآخر حتى لو مشاركتوش في فساده".
تعليقات الفيسبوك