دعت قوى سياسية ونشطاء إلى الخروج في تظاهرات، اليوم الجمعة، في ميدان التحرير بوسط القاهرة احتجاجا على توقيع السلطات المصرية اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية، وإعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر للرياض.
ومن بين الداعين إلى التظاهر حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وتحالف التيار الديمقراطي الذي يضم 6 أحزاب سياسية، وجماعة الإخوان المسلمين.
ووقعت مصر والسعودية، يوم الجمعة الماضي، في القاهرة في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما عقب سنوات عدة من النقاشات والتداول بشأنها.
وقالت الحكومة المصرية، يوم السبت الماضي عقب توقيع الاتفاقية في بيان رسمي، إن الرسم الفني لخط الحدود البحرية كبين مصر والسعودية أسفر عن أن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان في المياه الإقليمية للمملكة، وإنه سيتم عرض اتفاقية ترسيم الحدود على مجلس النواب لمناقشتها وطرحها للتصديق عليها.
وأثار إعلان الحكومة المصرية توقيع اتفاقية ترسيم الحدود وتبعية الجزيرتين للسعودية ردود فعل معارضة في مصر ضد السيسي والحكومة، حيث اعتبره البعض تفريطاً في أجزاء من الأراضي المصرية.
ووصفت حركة 6 أبريل، في بيان لها عشية المظاهرات، توقيع الاتفاقية بأنه "تفريط في حقوق الشعب والأجيال القادمة" مضيفة أنها مخالفة للدستور والقوانين.
وقالت حركة الاشتراكيين الثوريين، في بيان لها، إنها "تدعو للتظاهر ضد إهدار حقوق الشعب المصري لصالح نظام السعودية الذي قاد الثورة المضادة ضد ثورات الشعوب في المنطقة".
وقالت جماعة الإخوان، في بيان يوم الخميس، إن "جريمة بيع مصر هي جريمة منظمة لخدمة الكيان الصهيوني".
كما دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان "الرافضون لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر: وقعوا لإنقاذ الجزيرتين" حملة إليكترونية لجمع توقيعات بشأن ما سموه بـ"رفض التنازل عن الجزيرتين"، واستجاب للحملة نحو 35 ألف مستخدم.
وحذرت وزارة الداخلية مما وصفته بـ"محاولات للخروج على الشرعية"، وقالت إنها "دعوات تحريضية أطلقتها جماعة الإخوان لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن".
ووصف وزير الأوقاف محمد مختار جمعة دعوات للتظاهر بأنها "مزايدة على الوطن ودعوة للفوضى والإثارة، وتخدم أعداء الوطن."
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال، يوم الأربعاء، ردا على انتقادات إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية قائلا إن "مصر لم تفرط أبدا في ذرة من حقوقها وكذلك لا تمس حقوق الآخرين"، محذرا ممن سماهم بـ "أهل الشر" الذين يتآمرون على مصر.
وأكد السيسي، خلال لقاء عقده السيسي مع ممثلى فئات مختلفة من المجتمع المصري، أن جزيرتي صنافير وتيران كانتا دوما تتبعان للسعودية.
وتقع جزيرة تيران في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، 6 كم من ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها 80 كم²، وهي تحت الإدارة المصرية، بينما جزيرة صنافير تقع شرق مضيق تيران، وتبلغ مساحتها 33 كم مربع.
وتقرر غلق محطة مترو السادات بالخطين الأول والثاني، اليوم الجمعة، بعد دعوات النزول إلى ميدان التحرير تحسبا لاندلاع أعمال عنف.
وهذه أول احتجاجات شعبية ضد الرئيس السيسي، منذ توليه الحكم في 2014 عقب عزله للرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو 2013.
تعليقات الفيسبوك