أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتزام مصر مواصلة تعاونها الكامل وبشفافية تامة مع الجانب الإيطالي للوقوف على ملابسات حادث مقتل الباحث جوليو ريجيني وتقديم الجناة للعدالة.
وقال "تبدي مصر عميق الأسف على المستويين الرسمي والشعبي لمقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني".
وكان ريجيني اختفى من شوارع القاهرة في 25 يناير الماضي وعثر على جثمانه وعليه آثار تعذيب على مشارف العاصمة المصرية في الثالث من فبراير.
وقالت الداخلية المصرية يوم 25 مارس الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وبها جواز سفره بعد اشتباك مع تشكيل عصابي "تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه".
ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية وقالت أسرة ريجيني إن من الواضح أنه لم يُقتل لتحقيق مكسب إجرامي.
ونوّه السيسي -في بيان لرئاسة الجمهورية اليوم الثلاثاء- باهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصري عادل معوض في إيطاليا منذ أكتوبر 2015، معرباً عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.
واختفى معوض المقيم في إيطاليا منذ 5 أشهر دون الكشف عن أسباب اختفائه أو المتسببين فيه.
واستقبل السيسي اليوم وفداً من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطي، بحضور وزير الخارجية سامح شكري.
وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف بأن الرئيس رحب بوفد الجمعية، مشيراً إلى أن بدء التواصل بين الجمعية البرلمانية للحلف والبرلمان المصري يمثل فرصة طيبة للتعريف بالتطورات التي شهدتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن عرض الرؤية والشواغل المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي تؤثر على أمن واستقرار دولها.
وأوضح أن حالة عدم الاستقرار تلك تمتد لتؤثر ليس فقط على مصر، ولكن أيضاً على مختلف دول العالم، إذ طالت آثارها العديد من الدول في أوروبا والقارة الأفريقية.
كما استعرض الرئيس الجهود الجارية لدفع عملية التنمية الشاملة في مصر على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً حرص الدولة المصرية على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وإعلاء قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى العمل على خفض معدلات البطالة.
وأضاف يوسف أن أعضاء الوفد "أكدوا الدور المحوري الذي تقوم به مصر من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي، منوهين بما يلمسونه من حرص القيادة المصرية وتوافر الإرادة السياسية لمواصلة عملية التحول الديمقراطي، فضلاً عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وقال يوسف إن "أعضاء الوفد أعربوا عن تطلعهم للتعرف على الرؤية المصرية حيال العديد من الموضوعات ذات الأولوية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، والأزمة الليبية، والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف يوسف أن الرئيس أكد أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب الذي قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة ما لم يتم التحرك الجاد والسريع لتداركها والقضاء على مسبباتها.
وأشار الرئيس إلى أن تلك المقاربة يتعين آلا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، ولكن تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والأبعاد الفكرية والدينية، فضلاً عن ضرورة شمولها لكل الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب سواء في المنطقة أو في القارة الإفريقية، علاوةً على مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، لا سيما أنها تعتنق ذات الأيديولوجية المتطرفة.
ولفت السيسي إلى أهمية وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب، موضحا أن النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب، ستساهم أيضاً في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وستقضي على المسببات الرئيسية لها.
تعليقات الفيسبوك