دفن جثمان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بعد عصر اليوم الأربعاء، بمقابر أسرته بمصر الجديدة، وشارك في تشييع جثمانه عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية وكبار الصحفيين.
وتوفي هيكل فى وقت سابق اليوم بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 93 عاما حيث كان يعاني من فشل كلوي استدعى إجراء عمليات غسيل كلى 3 مرات أسبوعيا، إضافة إلى تراكم مياه على الرئة، ما أدى لامتناعه عن تناول الطعام والاكتفاء بالمحاليل.
وولد الفقيد عام 1923، في قرية "باسوس" إحدى قرى محافظة القليوبية، وعمل في الصحافة منذ العام 1942، وظل رئيسا لتحرير جريدة "الأهرام" 17 عاما، منذ عام 1957 حتى عام 1974.
كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" ومجلة "روز اليوسف" في مرحلة الستينات، وفي عام 1970 عين وزيرا للإعلام.
عطاء ممتد وتفان لا ينقطع
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، إن "مصر فقدت اليوم عَلَما صحفيا قديرا، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية".
وتابع أن هيكل "سيظل رمزا للكاتب الصحفي وخيرَ معلمٍ لأجيال من الصحفيين الذين أثروا الصحافة المصرية بعطاء ممتد وتفان لا ينقطع".
تشكيل وعي المصريين
وأعرب الأزهر - فى بيان له اليوم - عن تقديره البالغ لدور الكاتب والمفكر الراحل في إثراء الحياة السياسية والصحفية بكتاباته الراقية التي ساهمت في تشكيل وعي كثير من المصريين، ونهضت بالصحافة المصرية.
شاهد على أهم الأحداث
كما نعت دار الإفتاء المصرية - في بيان لها - هيكل، مؤكدة أنه كان قيمة وطنية كبيرة وأحد رموز الصحافة الكبار، وشاهدا على أهم الأحداث التي غيرت تاريخ مصر الحديث، مشيرة إلى أنه كان يتميز برؤية ثاقبة حكيمة.
إثراء الحياة الفكرية
ونعي شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، عميد الصحافة المصرية، مؤكدا أنه ساهم بقدر كبير في إثراء الحياة الفكرية بما قدمه من الكتب والمقالات والدراسات السياسية والتاريخية.
نشر قيم الحرية
نعى المجلس الأعلى للصحافة هيكل، في بيان، معتبرا أنه كان نموذجا للصحفي الوطني الذي يؤمن بأن رسالة الصحافة هي الدفاع عن المصالح العامة للوطن والأمة وتتبنى قضايا الشعب ونشر قيم التسامح والحرية والعدل الاجتماعي، والسعي لتأسيس نظام عالمي يقوم على حق الشعوب في تقرير مصيرها وفى الاستقلال الوطني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بصمة "الأستاذ"
وقالت نقابة الصحفيين، في بيان، إن بصمة "الأستاذ" كانت وستبقى فريدة في تميزها سواء من حيث القدرة على الوصول للمعلومات من أدق وأرقى وأوثق مصادرها، أو من حيث السبق وسبك المادة الصحفية بحرفية فذة وصوغها بلغة متفردة.
وأكدت أن له الفضل في صك العديد من المصطلحات التي لم تكن موجودة وصارت شائعة مشهورة.
السجن والمنع
وأضافت النقابة "لم ينفصل هيكل المواطن عن وطنه وأمته لحظة واحدة ولم يفصل بين المرونة في إدارة العملية الصحفية وبين الصلابة في التمسك بقواعد المهنة والإصرار على اتخاذ المواقف المبدئية في الحياة العامة، وكان أن دفع ثمن ذلك بالسجن والمنع من النشر في وطنه وبحملات التشهير، ولم ينل كل ذلك من عزيمته ولم ينجر لحظة إلى معارك جانبية".
تعليقات الفيسبوك