كتبت: أمنية طلال
"الحظ عارف صاحبه"، قالتها الناقدة، هويدا صالح، معربة عن سعادتها بحصولها على جائزة الهيئة العامة للكتاب في النقد الأدبي عن كتابها "الهامش الاجتماعي"، مؤكدة أن الجائزة "كانت مفاجأة" بالنسبة لها.
لم تكن الناقدة تتوقع حصولها على جائزة أدبية، خاصة أنها ترى أن معظم الجوائز الأدبية لها "حسابات وتربيطات" وتخضع لعلاقات بلجان التحكيم، قائلة "جوايز قليلة اللي مرتبطه فعلا بقيمة الكتاب".
وتقول الناقدة الأدبية، لأصوات مصرية "لأول مرة تفوز أربع سيدات دفعة واحدة في هذه المسابقة منذ إطلاقها .. ودي حاجة مبهجة جدا ومبشرة"، مؤكدة أن هذه الخطوة لا تدل على توجه نحو تخصيص كوتة للأديبات ببعض الجوائز، فالعام الماضي لم تحصل النساء على أي من جوائز المسابقة الإحدى عشر.
وأضافت "الكاتبة أو الروائية تاخد جايزة علشان بتكتب حلو .. إحنا مش عاوزين كوتة في توزيع الجوايز".
ويركز كتاب "الهامش الاجتماعي" على الهوامش الاجتماعية المختلفة (حيث يتناول فكرة تهميش القرية لصالح المدينة، وتهميش المرأة لصالح الرجل، وتهميش العامية لصالح الفصحى).
هذه المرة رأت هويدا صالح أن لجنة التحكيم المكونة من د. حسين حمودة، ود. شيرين أبو النجا، ود. محمد الشحات، لها معايير منضبطة ولا يوجد شبهة مجاملة، الأمر الذي غمرها بالسعادة رغم أن جائزة المعرض قيمتها المادية محدودة (10 آلاف جنيه).
كانت الهيئة العامة المصرية للكتاب أعلنت نهاية الأسبوع الماضي في معرض الكتاب، عن جائزتها "أفضل كتاب خلال 2015". وفازت هويدا صالح بجائزة النقد الأدبي بكتابها "هامش القراءة"، وفي مجال الرواية فازت مي خالد عن روايتها "جمانيزيم"، وفي الأطفال فازت أميمة عز الدين بديوان "شعر أحمر مجعد"، كما فازت إيمان شوشة بجائزة أفضل كتاب علمي عن كتابها "الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية فى اليابان".
وتعد هذه هي الجائزة الأولى لهويدا صالح، على الرغم من إصدارها أربع روايات (عشق البنات، وعمرة الدار، والحجرة 13، وممرات للفقد) ومجموعة قصصية واحدة (سكر نبات)، وأربع كتب (صورة المثقف في الرواية الجديدة، وبيوت تسكنها الأرواح، ونقد الخطاب المفارق، والنقد النسوي بين النظرية والتطبيق).
وركزت في كتابها "نقد الخطاب المفارق" على المرأة المبدعة، كما اهتمت في كتابها "النقد النسوي بين النظرية والتطبيق" بالخطاب النسوي، وهل حقق مشروعه أم أنه كان مجالاً للتربح؟
وتقول الناقدة الأدبية، إن الكاتبات للأسف يقعن في فخ الخطاب الذكوري، مضيفة "الكاتبات بيعبروا عن همومهم ومشاكلهم بوعي ذكوري من غير ما يبقوا واخدين بالهم أو قاصدين ده".
وترى هويدا صالح أن بعض الروائيات المدافعات عن المرأة رغم إنحيازهن للمرأة إلا أن خطابهن "يسلع" المرأة ولا يدافع عنها، قائلة "هي بتكتب بنفس الوعي اللي بيكتب بيه إحسان عبد القدوس .. الوعي الذكوري يسكن روحها بدون ما تدري".
ولا تجد صاحبة كتاب "الهامش الاجتماعي" أي تغيير في طريقة تناول الأديبات لموضوعاتهن، مؤكدة "الأديبة بتدور في فكرة الست والراجل ومش عارفة تتخلى عن الثنائية ديه".
وتتمنى أن يتم تناول المرأة في سياق اجتماعي أي علاقتها بالشارع، أو بالوظيفة، أو بالمحيط الأسري، لكن حصرها في علاقتها بالرجل يعتبر "ضيق أفق".
تعليقات الفيسبوك