تعهد عمرو موسى المرشح الرئاسي في مصر والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بالبقاء لفترة رئاسية واحدة مدتها أربع سنوات إذا انتخب رئيسا.
لكن المنافسين الإسلاميين لموسى يرون أنه من بقايا نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ويقولون إنه لا يستحق حتى هذه السنوات الأربع في الحكم.
ويعتبر موسى (75 عاما) الذي أصبح أكثر شعبية لدى المواطن المصري العادي حين انتقل من منصب وزير الخارجية إلى الأمانة العامة للجامعة العربية من المرشحين الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة يومي 23 و24 مايو أيار.
ويتذكر الكثير من المصريين إعجابهم بموسى عندما دأب على انتقاد السياسات الإسرائيلية حين كان وزيرا للخارجية المصرية وعندما حذر في عام 2003 من الغزو الأمريكي للعراق قائلا إنه "سيفتح أبواب جهنم."
وترك موسى وزارة الخارجية في عام 2001 ليتولى منصب الأمين العام للجامعة العربية وسط تكهنات بأن الرئيس السابق أراد إبعاده عن الساحة خوفا من تنامي شعبيته وذلك بعدما اشتهرت أغنية للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم تقول كلماتها "انا باكره إسرائيل.. وباحب عمرو موسى."
لكن وبغض النظر عن الشعبية التي يتمتع بها موسى فإن التحدي الأكبر أمامه قد يكون هو إقناع المصريين بأنه يستطيع إحداث تغيير وبأنه ليس جزءا من النظام القديم الذي فقد مصداقيته. ويقدم موسى نفسه للناخبين كقومي ليبرالي.
وقال موسى لرويترز العام الماضي في مستهل حملته الانتخابية للترشح للرئاسة "السؤال ليس هو الحرس القديم أو الحرس الجديد..السؤال هو هل أنت جزء من الفاسدين الذين أضروا كثيرا بالبلاد أم من الناس الذين عملوا وأدوا واجبهم وفقا لأعلى معيار ممكن."
وخرج موسى في جولات بطول البلاد وعرضها منذ إعلان نيته الترشح للرئاسة وحملته من أطول الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الذين يصل عددهم إلى 13 مرشحا.
ويقع برنامج موسى الانتخابي المفصل في 80 صفحة يوضح فيها الخطوات التي سيتخذها إذا انتخب رئيسا للقضاء على الأمية ودفع النمو. وتشمل خطة موسى في أول 100 يوم من توليه المنصب الرفيع إلغاء حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد طوال حكم مبارك الذي استمر 30 عاما واستعادة النظام وضخ الأموال لدفع عجلة الاقتصاد.
ويتعهد موسى أيضا في حالة فوزه بتشكيل مجلس للأمن القومي يضم ضباطا كبارا في الجيش في خطوة ربما تطمئن الجيش الذي من المرجح أن يشعر بالقلق من التعامل مع أي رئيس في مصر لم يجيء من صفوفه وذلك للمرة الأولى منذ ستة عقود.
لكن موسى يصر على أن قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه العام الماضي لن يستمروا في سدة الحكم بعد تسليمهم السلطة للرئيس المقبل المنتخب في أواخر يونيو حزيران على الرغم من توقع محللين أن يظل الجيش لسنوات يتمتع بنفوذ كبير من وراء الستار.
وقال موسى للصحفيين في أبريل نيسان "الرئيس سيكون هو السيد" لكنه أضاف أن مناقشة العلاقة بين الرئيس والجيش لا تمثل أولوية عندما تكون مصر في أزمة سياسية واقتصادية.
وموسى شخصية معروفة على الساحة العالمية ويمكن أن يبعث وجوده طمأنينة في دول غربية تشعر بالقلق من صعود الإسلاميين في مصر.
لكن إسرائيل التي طالتها انتقادات موسى كثيرا في الماضي ربما لا ترحب بوصوله إلى الحكم. وقال كاتب في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن موسى يكن "ازدراء" شديدا لإسرائيل.
ويقول موسى مثله مثل مرشحين آخرين إنه سيحافظ على معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979 رغم انتقاده للحكومة الإسرائيلية.
وأفاد أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة الأهرام بأن موسى هو المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة. ويحتمل أن يكون موسى هو الإسم الأشهر بين المرشحين لكن شعبيته تراجعت مقارنة بشهور قليلة مضت مع دخول مرشحين جدد في السباق الانتخابي.
ويواجه موسى منافسين مثل عبد المنعم أبو الفتوح الاسلامي الذي حل في المركز الثاني في استطلاع الرأي ويشمل مؤيدوه سلفيين وليبراليين. كما يواجه موسى محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين.
وهاجم كل من أبو الفتوح ومرسي مرشحي "الفلول" وهو لفظ يطلق على المرشحين الذين تولوا مناصب في عهد مبارك.
وردا على سؤال عن منافسيه الإسلاميين قال موسى إن المصريين "يجب ألا يدخلوا في تجربة لم يجربوها بها من قبل" لكن إذا فاز بالرئاسة سيتعين عليه العمل عن كثب مع الإسلاميين الذين يهيمنون على البرلمان.
ومن المنافسين الرئيسيين الاخرين لموسى أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك وهو أيضا قائد سابق للقوات الجوية. وقد يكسب شفيق تأييد بعض الناخبين الذين يخشون الإسلاميين.
وربما يبعد شفيق عن موسى بعض الانتقادات الموجهة للمحسوبين على النظام القديم لأنه تولى منصبا أكبر من منصب موسى في عهد مبارك.
ومن غير المرجح أن يكون هناك دستور يحدد صلاحيات الرئيس المقبل لمصر قبل الانتخابات لكن موسى يقول إنه إذا فاز بالرئاسة فإنه يجب أن يتحلى بقدرة كبيرة على الإقناع وهي مهارة تم تجاهلها طوال سنوات من الحكم الشمولي في البلاد.
وقال موسى إنه يريد أن يكون نظام الحكم رئاسيا الأمر الذي يضعه في مواجهة آراء إسلاميين يفضلون نظاما مختلطا يعطي البرلمان والرئيس سلطات. لكن موسى قال أيضا إنه لن يعارض تطبيق نظام يشبه النظام الفرنسي الذي يتولى فيه الرئيس الشؤون الخارجية ويلعب البرلمان دورا أكبر في الأمور الداخلية.
وردا على سؤال للصحفيين هذا الشهر حول استعداده لتولي منصب نائب الرئيس إذا خسر الانتخابات قال موسى مبتسما "أنا سيء للغاية في الأدوار الثانية."
تعليقات الفيسبوك