كتبت: هدير الحضري
في ركن صغير بأقصى يسار القاعة الرئيسية لمعرض الكتاب، انتصبت لافتة دعائية حمراء تدعو الناس للمشاركة في مبادرة "رغيف وكتاب" التي تتيح لهم الحصول ببطاقتهم التموينية على كتاب بخصم 90%.
المبادرة التي أطلقتها مؤسسة "بتانة" الثقافية بالتعاون مع وزارة التموين، أخذت من الدور السفلي للقاعة الرئيسية مساحة صغيرة لا يزيد طولها ولا عرضها على المتر، وضعت فيها طاولتان صغيرتان ليعرض عليهما عدد محدود من الكتب ومن خلفهما يقف شاب وفتاتان للإجابة عن استفسارات الزوار ومساعدتهم على الشراء.
وكان وزير التموين، خالد حنفي، قال، في بيان سابق، إن المبادرة تهدف إلى بناء صورة ذهنية مشتركة بين الرغيف والكتاب بوصفهما مكونين أساسين لأي تنمية مرتقبة، مشيرا إلى أن هذا هو "المعنى الحقيقي للعيش والحرية".
الجوع المعرفي
على اللافتة الدعائية، كتبت المؤسسة أهداف مبادرتها وهي "بناء صورة ذهنية مشتركة بين الرغيف والكتاب بوصفهما مكونين أساسيين لأي تنمية مرتقبة، وتجفيف منابع الإرهاب بدءًا من رأس المواطن تزامناً مع سد جوعه".
على إحدى الطاولات توجد عشرة كتب أو أقل، منها كتاب لعزت القمحاوي بعنوان "السماء على نحو وشيك"، وكتب أخرى لكتاب غير معروفين، وجاورتها كتب قليلة في التاريخ.
إقبال غير متوقع
ابتهال رماح إحدي المسئولات عن المبادرة، تقول لـ"أصوات مصرية"، إن إقبال الأسر على شراء كتب المبادرة كبير وكان العدد غير متوقع، مضيفة أن الكتب المعروضة تتضمّن إصدارات للمؤسسة، وكتب أخرى أمدتها بها الهيئة العامة للكتاب، ووصل عددها إلى 1200 كتاب تقريباً.
وتضيف ابتهال رماح "كل أسرة تستطيع الحصول على كتاب واحد خلال الشهر على البطاقة التموينية، أيضاً ستستمر المبادرة بعد معرض الكتاب، ووضعنا برامج للتنقل بين المحافظات المختلفة ومن بينها مناطق ريفية".
محمد المصري أحد العاملين بموسسة "بتانة" والمسؤول عن المبادرة، يقول لـ"أصوات مصرية"، إن مؤسسة "بتانة" نشأت حديثاً خلال عام 2016، لذا لم تستطع أن تشارك في معرض الكتاب سوى بثمانية إصدرات فقط.
بدون أرباح
ويضيف أن المؤسسة لم تحقق أي ربح من بيع الكتب خلال المباردة، بل على العكس اضطرت إلى تحمّل خسائر مادية لتستطيع أن تعلن عن نفسها من خلال المبادرة وتربط جمهورها بها في البداية.
ويوضح "لكن الجزء الأهم من المبادرة هو تحقيق رسالتنا في نشر الثقافة والتشجيع على القراءة".
وخلال منشور وزعه القائمون على المبادرة على الزوار، عرفت "بتانة " نفسها، بأنها مشروع ثقافي طموح، مؤكدة أن لديها قناعة أن حامل المتفجرات هو مجرد حاضن لفكر برّر إرهابه، ومن ثم فإنها تحاول تغيير الحالة الذهنية وتحريك مؤشر الانتماء.
ويلفت المصري إلى أن وزارتي الثقافة والتموين ساعدتا المؤسسة على توفير المكان داخل المعرض، معتبرا أن العديد من دور النشر بدأت بمحاكاة المبادرة التي أطلقتها بتانة لأول مرة.
ويقول إن غالبية الكتب المعروضة في المبادرة متخصصة في الأدب وقليل منها ثقافية، ولكن الكتب المعروضة تختلف من يوم إلى آخر حسب الكتب التي ترسلها الهيئة العامة للكتاب.
الكتب محدودة
وقال محمد هاشم، رب أسرة ذهب إلى المبادرة لشراء كتاب، إن الكتب الموجودة محدودة جدا، مشيرا إلى أنه كان يأمل في وجود اختيارات متنوعة للحصول على ما يريد منها.
ويضيف "كنت أتمني لو تمنح المبادرة كتابا لكل فرد في البطاقة، وليس كتابا للأسرة كلها التي تشملها بطاقة واحدة".
وقالت زوجته أم نور، إنها كانت تتوقع أن تحصل علي مجموعة كتب كاملة ثم تحصل في النهاية على خصم 90٪ عليها بأكملها، ولكنها فوجئت بأن المبادرة تمنح كتابا لكل بطاقة فقط.
البحث عن كتاب معروفين
وقال محمد السيد، شاب عشريني، إنه لم يستطع أن يستفيد من المبادرة لأنه لم يجد من ضمن الكتب المعروضة ما يبحث عنه، مضيفاً أن المبادرة لن تستطيع جذب عدد كبير من الشباب دون أن تقوم باستطلاع رأي مبدئي لتعرف أنواع الكتب التي يفضلونها.
ويقول "يجب أن تتضمن الكتب المعروضة أعمالاً لكتّاب معروفين لجذب القراء، أما الأعمال المعروضة فأغلبها لكتاب غير معروفين وبالتالي يصعب شراؤها.. يمكن أيضاً تقليل نسبة الخصم على الكتب لتصبح 40 أو 50% حتى لا تخسر دار النشر كثيراً".
تعليقات الفيسبوك