حالة من التأهب لم تشهدها من قبل مؤتمرات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، التي عقدت من قبل بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر، بينما مؤتمر اللجنة عصر اليوم لإعلان النتائج النهائية كانت أجواء التوتر والاضطراب هي السمة البارزة له حتى قبل بدايته.
فمقر هيئة الاستعلامات من الخارج شهد إجراءات أمنية مكثفة وانتشار كثيف لقوات الشرطة والجيش انتشروا في معظم الشوارع المحيطة بالهيئة ولم يسمحوا بالاقتراب إلا للصحفيين والإعلاميين.
وعلى باب الهيئة الخارجي وقف رجال الأمن وضباط الجيش للتأكد من هوية كل الصحفيين والإعلاميين وتفتيش حقائبهم قبل السماح لهم بالعبور إلى الباب الداخلي للهيئة.
عند الباب الداخلي للهيئة وقف عدد من رجال أمن الهيئة لتوجيه الصحفيين إلى مصعد خلفي يجعل دخولهم إلى القاعة المنعقد بها المؤتمر في الطابق التاسع من باب خلفي وليس من الباب الأمامي.
داخل القاعة كان هناك زحام غير مسبوق لدرجة أن بعص الصحفيين لم يجد مكانا للجلوس مما دفع منظمي المؤتمر إلى مطالبة موظفي الهيئة العامة للاستعلامات -الذين يجلسون للظهور في التليفزيون- بترك مقاعدهم للصحفيين كما تم فتح الطابق العلوي من القاعة لاستيعاب كثرة الصحفيين.
بين الصحفيين انتشر عدد كبير من رجال الأمن بزي مدني وكانت معهم أسلحة للتعامل مع أية مفاجآت وضعها منظموا المؤتمر في احتمالاتهم.
تأخر موعد المؤتمر من الثالثة عصرا حتى الرابعة إلا 15 دقيقة، مما زاد من حالة القلق لدى الحضور إلى أن تحدث أحد المنظمين إليهم وطمأنهم إلى أن التأخير سببه أن أعضاء اللجنة كانوا لا يزالون بمقرها في مصر الجديدة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بالنتائج وأنهم على وصول.
بدأ المؤتمر فور حضور رئيس وأعضاء اللجنة ولم يستغرق أكثر من 30 دقيقة كان النصيب الأكبر منها للبيان المكتوب الذي ألقاه رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان، ولم يترك إلا 10 دقائق فقط لأسئلة الصحفيين التي لم تتجاوز 3 أسئلة، وكانت اللجنة ستسمح بسؤال رابع وأخير إلا أن حالة الفوضى التي تسبب فيها عدد من الصحفيين دفعتها إلى إنهاء المؤتمر فجأة، وتردد بين الحضور أن سبب الإلغاء المفاجيء هو غضب اللجنة من التشكيك المستمر في عملها والذي تتضمنه أسئلة الصحفيين.
لم يبق أعضاء اللجنة كثيرا في مقر هيئة الاستعلامات كالعادة بعد جميع مؤتمراتهم بل انصرفوا خلال 20 دقيقة وكان الإرهاق باديا عليهم وحضر اللواء حمدي بدين، قائد قوات الشرطة العسكرية، لتأمين خروجهم من مقر الهيئة خشية تعرضهم لمضايقات أي من أنصار المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الجولة الاولى، خاصة أن حافلة لأنصار المرشح حمدين صباحي، حضرت قبل المؤتمر وحاولت الاقتراب من مقر هيئة الاستعلامات إلا أن قوات الأمن والجيش لم تسمح لهم بذلك.
تعليقات الفيسبوك