جدد حزب النور السلفي، اليوم الأربعاء، رفضه دعوات التظاهر يوم الجمعة المقبل (28 نوفمبر)، ودعا الشباب إلى عدم الانسياق وراء ما سماه "دعوات مشبوهة"، كما ناشد السلطات بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس.
وكانت الجبهة السلفية التي تضم مجموعة من الشباب المنشق عن الدعوة السلفية خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 دعت إلى التظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري ورفع المصاحف بغرض فرض الهوية الإسلامية تحت مسمي "انتفاضة الشباب المسلم".
حاز حزب النور، أكبر الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في مصر، على أكثر من 20 % من مقاعد البرلمان السابق في الانتخابات التي أجريت في 2012.
وقال الحزب، في بيان أُلقى خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، "في ظل هذه الأجواء تخرج علينا دعوة ممن يطلقون على أنفسهم (الجبهة السلفية) للخروج والتظاهر يوم 28 نوفمبر.. وحيث أن حزب النور جزء من نسيج هذا الوطن.. فإنه يؤكد الرفض التام لأي تظاهرات أو فعاليات تدعو أو تؤدى إلى العنف أو التخريب تحت أي مسمى".
استنكر البيان ما يدعيه البعض من انفصال قواعد الحزب عن قياداته وأن قواعد الحزب سوف تشارك في التظاهرات، وقال إن "هذا الكلام باطل ومغرض ولا أساس له".
وقال إن "الجبهة السلفية هذه ما هي إلا جبهة قطبية أفرادها قلة ، وتابعة للإخوان صرحوا بذلك وكما هو موجود على مواقعهم، والدفع بهذه المجموعة المغمورة للتصدر وراءه ما وراءه من المكر والخديعة".
كانت جماعة الإخوان المسلمين ثمنت هذه الدعوة "حفاظاً على هوية الأمة والتى ناضل الشعب المصري، والإخوان جزءٌ منه، من أجلها"، إلا انها لم تدعو بشكل صريح أنصارها إلى المشاركة فيها.
وقال البيان إن الدعوة إلى "حمل المصاحف يوم 28 نوفمبر دعوة خطيرة تتنافى مع قدسية هذا الكتاب العظيم وتعرضه للامتهان بل هي دعوة لجر البلاد إلى منزلق خطير" .
وأكد "إدانة كل الدعوات الهدامة التي تفضي إلى الصدام بين الشعب ومؤسسات الدولة أو الدخول في صراعات بين أبناء الشعب الواحد".
وناشد البيان شباب مصر عامة وشباب التيار الإسلامي خاصة بـ"عدم الانسياق والانحراف وراء دعوات مشبوهة وشعارات خداعة من قبل مجاهيل يزجون بهم في مواجهات مدمرة لهم وللوطن تحت دعوى نصرة الشريعة.. ومعلوم أن هذه التظاهرات لا نجنى من ورائها إلا الخراب ونشر الفوضى وإنهاك الدولة وإيقاع الضرر بالوطن وأبنائه".
كما ناشد "الجهات المسؤولة بالتزام أقصى درجات ضبط النفس والتعامل بحذر شديد لتفويت الفرصة على من يريد استثارة العواطف وتأجيج المشاعر والتحريض".
وأنهت وزارة الداخلية والقوات المسلحة استعداداتها لتأمين المنشات تحسبا لاندلاع أي أعمال عنف، قال وزير الداخلية محمد إبراهيم في وقت سابق إن كافة أجهزة الأمنية مستعدة لإجهاض دعوات العناصر "المتطرفة" التي تستهدف التعدي على الممتلكات العامة والخاصة يوم 28 نوفمبر.
وأكد البيان دعمه لاستكمال المسار السياسي وبناء مؤسسات الدولة ورفض كل الدعوات الداعية لهدمها، مع ضرورة وضع استراتيجية ورؤية شاملة لمواجهة ظاهرة العنف والفكر التكفيري والصدامي بطريقة علمية ومدروسة.
وشدد على ضرورة الوَقف الفوري لحملة التشكيك في ثوابت الدين وأصوله والطعن في رموزه ح"يث أنها تؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة كما أنها تصب في الفكر التكفيري والصدامي وزيادة التطرف المضاد".
أدان ما وصفه بـ"الخطة الممنهجة" لتشويه الحزب من قبل بعض وسائل الإعلام والقوى السياسية، وقال إن هذه "الظروف الصعبة والمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد لا تحتمل مثل هذه المكايدات السياسية الطائشة وغير المسؤولة".
وفي ختام البيان، دعا حزب النور الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته للوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه الأخطار التي تهدد بلادنا وعدم الاستجابة لهذه الدعوات الهدامة.
تعليقات الفيسبوك