نقلت وكالة رويترز للأنباء عن أكثر من عشرة من زعماء القبائل قولهم إنهم سيشاركون في المعركة التي تدور حاليا بين قوات الجيش والمتشددين في سيناء، بعد تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ويحتاج الجيش المصري لكل ما يمكن تقديمه من مساعدات، إثر تصاعد الأوضاع، خاصة بعد أن بايعت جماعة أنصار بيت المقدس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) العام الماضي وغيرت اسمها الى "ولاية سيناء"، وشنت سلسلة هجمات منسقة، كان أحدثها هجوم على أكثر من موقع عسكري أوائل الشهر الجاري.
ويواجه الجيش في سيناء عدوا كثير الحركة على دراية أكبر بطبيعة الأرض وتضاريسها كما أنه أفضل في خوض حرب العصابات.
وبحسب رويترز، ظلت القبائل البدوية في شمال سيناء بعيدة عن القتال حتى الآن، لكن زعماء القبائل يقولون إن اختطاف المسلحين لبدوية في أبريل كان "إهانة شديدة".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت القبائل البدوية ستمنح الجيش أفضلية في الحرب. وسيستفيد الجيش من خبرة البدو بالمنطقة ونفوذهم. ونقلت الوكالة عن الشيخ موسى الدلح من قبيلة الترابين قوله إن مجموع البدو الذين يعملون مع الجيش كمرافقين في الحملات الامنية يبلغ 300.
وفي الوقت نفسه فإن الولاءات القبلية ومصالح الأعمال واستمرار الاستياء من أساليب الجيش التي تعتبر شديدة الوطأة ستعقد المساعي الرامية لتشكيل أي قوة جديدة مقاتلة.
وعلى مدى سنوات شاب الارتياب العلاقات بين حكومات مصرية متعاقبة والقبائل البدوية في سيناء.
فمنذ فترة طويلة تتهم الحكومة قبائل البدو بإدارة ملاذ آمن للتهريب والتشدد. وشكا البدو بدورهم من تعرضهم للتهميش وحرمانهم من الوظائف والدخل المتولد من صناعة السياحة في جنوب سيناء.
وقال الشيخ موسى الدلح لرويترز إن سبب تدخل رجال القبائل في الحرب يرجع إلى أن المتشددين يهددون موارد رزق القبائل ومصالح أعمالهم بالإضافة إلى أسرهم وتقاليدهم.
وشبه المتشددين بالتكفيريين وقال "أنا شخصيا قعدت مع ناس من التكفيريين دول ونعرف فكرهم جيدا. هما نظرتهم للقبيلة ..مرتد. في عقيدتهم حكم المرتد أسوأ من حكم الكافر. يعني مالك مباح نساؤك مباحة."
وكان اختطاف البدوية واحدا من عدة حوادث في الآونة الأخيرة. وقال الشيخ موسى إن المتشددين ذبحوا أحد رجال القبيلة لأنه رفض توزيع منشورات تحذر قبيلة الترابين من التعاون مع الجيش.
وأضاف أن أفراد القبائل الذين يعملون مع القوات المسلحة لا يحملون أسلحة ويعملون كأدلاء وخبراء ومرافقين للحملات الأمنية بفضل خبرتهم بطبيعة الأرض ومعرفتهم بشخصيات متشددين ينحدر كثير منهم من القبائل التي بدأت الآن تؤيد الحكومة.
وقال الشيخ موسى "أي حد بيزودهم بالوقود أو بالمال أو بأي شيء بيتعاون مع الارهابيين دول احنا بنحاسبه قبليا قبل ما يحاسبه الجيش." ولم تستطع رويترز التأكد من مصدر مستقل من رواية الشيخ موسى.
وفي اجتماع قبلي عقد في الفترة الأخيرة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء قال رجل الأعمال ابراهيم العجراني من قبيلة الترابين "نحن ندافع عن أرضنا وابنائنا من الارهابيين اللي بيقتلوا أولادنا وده بالتنسيق مع الجيش والأمن نحن خط الهجوم الأول."
وقال زعيم قبلي آخر إنه عندما جلس قادة الجيش مع القبائل طلبوا منهم عدم حمل السلاح.
وقال "لما قيادات الجيش جلسوا معنا طلبوا عدم حمل السلاح حاليا وقال أحد قادة الجيش خلينا نمشي خطوة بخطوة دلوقتي عاوزينكم تساعدونا في تحديد هوية المسلحين وأسمائهم وأماكن تجمعهم وبعدين لو احتجنا منكم أن تحملوا سلاح نبقى نقعد تاني."
ويشير ذلك إلى أن الجيش غير راغب في إشراك القبائل مباشرة في القتال مفضلا استخدامهم في عمل المخابرات والمساعدات في مجال الامداد والتموين، بحسب رويترز.
لكن لم تشارك كل القبائل في هذا الدور. فقد نأت قبيلة السواركة بنفسها عنه إلى حد كبير. وسخر مسعد أبو الفتوح وهو من الشخصيات المعروفة من السواركة من فكرة وجود أي تعاون وقال "ده لعب مخابرات وأمن."
وأضاف "مفيش حاجة حصلت على أرض الواقع.. ده كله لعب أجهزة أمنية مع قيادات من تلك القبائل لهم مصالح مع الجيش."
ويقول مسؤولون أمنيون إن كثيرين من المتشددين من السواركة.
تعليقات الفيسبوك