قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إن مصر جزء من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأضاف أنه على واشنطن بتقدير طبيعة الوضع الذي تعيشيه مصر حاليا.
وقال السيسي، في حديث أجرته معه محطة الإذاعة العامة الأمريكية (سي بي إس) ونشر على موقعها، إن "مصر في مواجهة حقيقية ومستمرة مع الإرهاب.. والمصريين بدأوا جهود مكافحة الإرهاب قبل عام من الآن حيث انخرطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء".
وصعدت جماعات متشددة متمركزة في سيناء هجماتها ضد أهداف للجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013، وامتد نطاق الهجمات من سيناء إلى القاهرة ومناطق متفرقة في أنحاء البلاد.
وفيما يتعلق بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة "داعش"، قال السيسي "بغض النظر عن المسميات فإن مصر جزء من هذا التحالف لمكافحة الإرهاب"، مشددا على على أهمية عدم الانجرار لما سماه "الوقوع في فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية".
وأضاف أنه "يجب التركيز على فكرة المواجهة الشاملة للإرهاب من كافة جوانبه كما تفعل مصر الآن".
وأيدت مصر ودول خليجية أخرى القيام بهجمات عسكرية ضد "داعش" في مؤتمر عقد مطلع الشهر الجاري بالمدينة السعودية "جدة".
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر إن "الدول المشاركة اتفقت على أن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والتي تشمل منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار، ووقف تدفق الأموال للتنظيم".
وعن العلاقات المصرية الأمريكية، قال إنها "علاقة استراتيجية حتى مع وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا وهو أمر طبيعي إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية".
وأضاف السيسي أن ما تطلبه مصر من واشنطن هو أن "تقدر طبيعة الوضع الحالي في مصر التي تعيش في حالة ثورية منذ أربع سنوات وأن تدرك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديمقراطية وأنه ملتزم بحقوق الإنسان".
"إلا أنها تعيش ظروفا صعبة في التصدي للإرهاب على عدة جبهات".
وتذبذبت العلاقات بين مصر وأمريكا منذ عزل الجيش لمرسي في يوليو. ومن المقرر أن يلتقي السيسي الرئيس الأمريكي باراك أوباما غد الخميس.
أكد السيسي أن مصر "مرشحة للعب دور رئيسي لا يمكن أن تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
وعن طبيعة ما حدث في 30 يونيو، قال السيسي إن الرئيس المعزول محمد مرسي "كرس لفكرة حكم الجماعة (الإخوان المسلمين) والانقسام بين المصريين"، مضيفا أن مشاكل المصريين "كانت كبيرة لدرجة لا يمكن لجماعة لوحدها أن تتصدى لحلها بشكل منفرد ولكن كان يجب أن يشارك كل المصريين في ذلك".
وعزل الجيش مرسي في يوليو 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وردا عن سؤال بشان الطريقة التي تم بها تنحية مرسي عن الحكم، أوضح السيسي أنه "لم تكن هناك آلية لمحاكمة الرئيس وتنحيته وفقا للدستور السابق إلا عبر الاحتجاجات الشعبية وانه إذا كانت إرادة 30 مليون مصري هو ما يصفه البعض بالانقلاب فحقيقة ما حدث أن ما فعله الجيش كان نزولا عن رغبة الشعب المصري فقط".
وشدد السيسي على أنه لا يرفض الرأي الآخر "لكن ما يطلبه من مؤيدي الإخوان إلا يتحول دعمهم للجماعة إلى عنف وإرهاب"، وطالب السيسي أنصار الأخوان بـ"التوقف عن إيذاء المصريين ووضع العبوات المتفجرة في الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء".
وقال إن "إرادة المصريين هى التى ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الإخوان مستقبلا"، وأضاف أن مشاركتهم في الحياة السياسية "ستتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب".
وأعلنت الحكومة المصرية الإخوان المسلمين جماعة إرهابية إير تفجير مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر الماضي، لكن الجماعة تقول إن احتجاجاتها على عزل مرسي سلمية.
وشدد السيسي على أنه "لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير في مصر وأن هذا أمر نهائي لا رجعة عنه وأن الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة".
وردا على سؤال بشأن المساعدات المالية التي تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية، وقال السيسي إن "هذه المساعدات لعبت دورا مهما في منع انهيار اقتصاد الدولة حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة وتفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي".
"هذه المساعدات كان لها دور في منع الانهيار آنذاك".
وتحظى مصر بدعم قوي من السعودية والإمارات والكويت التي قدمت لها مساعدات بأكثر من 20 مليار دولار عقب عزل مرسي.
وأكد أن "الاقتصاد المصري الآن في وضع أفضل لكنه لا يزال يحتاج إلى تدفق مزيد منالمساعدات والاستثمارات في شرايينه لتعزيز البنية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة".
و قال السيسي - ردا على سؤال حول طبيعة دوره كقائد عسكري تولى الحكم بعد ثورتين- إن "دوره الآن هو حماية مصر والمصريين وتحقيق الأمن لمصر والمصريين" وتوفير ظروف اقتصادية أفضل لتوفير حياة كريمة وتحقيق تطلعات المصريين كما عبروا عنهافي ثورة 25 يناير.
تعليقات الفيسبوك