أنهت شركات الصرافة أمس إضرابها الذى استمر 4 أيام، وأعادت فتح أبوابها للجمهور، بعد لقائها أمس الأول مع محافظ البنك المركزى، الذى أبدى تفهما للمشكلات والضغوط التى تعانى منها الشركات، وتعهد بحلها فى أسرع وقت ممكن.
بحسب ما صرح به محمد الأبيض، رئيس شعبة الصرافة، لـ«الشروق».
وناقشت شركات الصرافة فى لقائها مع المحافظ جميع المشكلات التى تحول دون عملها فى السوق وتصعب من مهمتها، كما يقول الأبيض، وعلى رأسها تفتيش الشركات من قبل مباحث الأموال العامة، فـ«هذا أمر غير مقبول، وقد تعهد المحافظ بحل هذه الأزمة وضمان عدم تكرارها، على أن ينتظر الشركات المخالفة جزاءات صارمة فى حالة ارتكاب أى ممارسات فى السوق السوداء»، بحسب قوله.
وكانت 90% من شركات الصرافة قد بدأت إضرابا منذ الخميس الماضى اعتراضا على اقتحام مباحث الأموال العامة لعدد من شركات الصرافة، وتفتيشها، على خلفية ضبطها لأحد شركات الصرافة فى العجوزة تنقل دولارات فى سيارتها لبيعها فى السوق السوداء.
نقص نصيب شركات الصرافة من الدولار كان أيضا من أهم الموضوعات التى تمت مناقشتها مع المحافظ، يقول الأبيض، «فشركات الصرافة باتت فى آخر قائمة الأولويات خصوصا مع نقص العملة.
فالأولوية باتت لاستيراد الغذاء والسلع الأكثر أهمية والضرورية لتلبية احتياجات الاستهلاك. وهذا طبيعى، ولكننا أيضا بحاجة من حين إلى آخر إلى ضخ بعض الأموال لتوفير احتياجات العميل نظرا لعدم وجود منافذ لبيع وشراء النقد الأجنبى بخلاف البنوك، والتى لا تستطيع وحدها تلبية احتياجاتهم من النقد الأجنبى»، يقول الأبيض.
واتفق محافظ المركزى على عقد اجتماعات بصفة دورية للتواصل مع شركات الصرافة، وتسهيل مهمتها فى السوق، بحسب رئيس شعبة الصرافة.
وبرغم من بدء نشاط شركات الصرافة أمس إلا أن حركة البيع «ضعيفة جدا»، بحسب قول محمد بيومى، موظف فى احد شركات الصرافة فى منطقة المهندسين.
«كنا نعتقد أنه بعد هذه الفترة من الانقطاع سنجد طلبا أكثر من جانب العملاء، ولكن لا شىء. نحن فتحنا منذ 4 ساعات ولم يدخل لدينا عميل واحد»، يضيف بيومى، مؤكدا أن خزانة الصرافة ليس بها دولارات.
لابد من تحرير سعر بيع الدولار «بعض الشىء» فى الصرافات للسيطرة على السوق السوداء، وإعطاء فرصة لنا بالحركة. فالمركزى يجبر الشركات على الالتزام بسعر أقل من قيمة الدولار الحقيقية، لإعطاء صورة رسمية باستقرار الدولار، ولكن ما قيمة هذه الصورة إذا لم تكن حقيقية؟»، يقول بيومى، موضحا أن سعر الدولار الذى يتم التداول عليه أمس فى السوق السوداء هو 7.32 للبيع و7.28 للشراء.
وقد استقر سعر الجنيه أمس أمام الدولار الأمريكى، ليسقر عند 6.75 سعر الشراء، و6.79 سعر البيع، بينما ارتفع بشكل طفيف أمام اليورو، وأمام الإسترلينى. وكان البنك المركزى قد عرض أمس 40 مليون دولار على البنوك فى عطائه الثانى والثلاثين للعملة الصعبة.
وعلى الصعيد الدولى، ارتفع الدولار 0.15% فى آسيا ليصل إلى 96.12 ين مقتربا من أعلى مستوى له فى ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل الين اليابانى الذى سجله يوم الجمعة عند 96.60 ين وهو أعلى سعر منذ 12 أغسطس 2009.
ومع صعود الدولار تراجع اليورو إلى 1.29 دولار ليقل نحو 0.1 % عن مستوياته فى أواخر التعاملات الأمريكية وكان قد سجل أقل مستوى فى ثلاثة أشهر عندما بلغ 1.29 يوم الجمعة الماضى. وتجاوز الجنيه الإسترلينى أقل مستوى فى 32 شهرا الذى سجله يوم الجمعة بقليل وبلغ 1.49 دولار.
تعليقات الفيسبوك