طبقا للمعلومات المتوفرة فإن أجهزة الأمن بشمال سيناء ألقت القبض على أحمد عبدالله حمدان وشهرته "حمادة أبوشيته" عمره (٣٤ سنة)، فى شهر سبتمبر الماضى خلال الحملة الأمنية "نسر" على حى أبوزرعى، بالمنطقة الشرقية الحدودية مع غزة وإسرائيل، وذلك بعد أن توافرت معلومات بتواجد عناصر تكفيرية وجهادية، فى تلك المنطقة، ومن بينهم "أبوشيته" أحد القيادات المهمة بتنظيم الجهاد، والصادر ضده حكم غيابي بالإعدام فى قضية جماعة التوحيد والجهاد بالعريش من بين 25 متهما فى القضية، لقيامهم بمهاجمة بنك الإسكندرية وقسم شرطة ثان العريش فى شهرى يونيو ويوليو من عام 2011، مما أسفر عن مصرع مواطن و5 من ضباط وأفراد الشرطة والقوات المسلحة، بالإضافة إلى الشروع فى قتل 12 آخرين من القوات المكلفة بتأمين البنك وقسم الشرطة.
ونظرا لخطورة المتهم "أبو شيته" قامت أجهزة الأمن بمداهمة منزله بحى أبوزرعى التابع لقرية الطويلة، بمركز الشيخ زويد بعدد من مدرعات الشرطة، وتمكنت من القبض عليه وإحالته إلى النيابة العسكرية بالإسماعيلية، للتحقيق معه لاتهامه بالمشاركة فى الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش.
بعد إحالة المتهم إلى النيابة تفجرت عدة مفاجآت أخرى عندما أدلى باعترافات مهمة حول هوية مرتكبى حادث رفح الإرهابى، الذى راح ضحيته 17 من قوات حرس الحدود فى شهر أغسطس الماضى، اعترف "أبو شيته" أن من بين مرتكبى الحادث الإرهابى فلسطينيين اثنين دخلا إلى مصر عبر الأنفاق يوم ٣١ يوليو الماضى، وأقاما مع المتهم ٦ أيام جرى فيها الإعداد للهجوم، لكنه أنكر فى التحقيقات معرفته بنيتهما تنفيذ الهجوم، مؤكدًا أنه استضافهما لوجود علاقة صداقة تربطه بهما.
أضاف فى اعترافاته - التى تناولتها الصحف عقب القبض عليه- أن ضيفيه الفلسطينيين غادرا المنزل صباح يوم الهجوم، وعادا فى السابعة والنصف مساء لأخذ متعلقاتهما وأبلغاه بأنهما شاركا فى تنفيذ الحادث، ثم غادرا المنزل بسيارة دون لوحات، وأشارت مصادر أمنية آنذاك إلى أنه تم العثور على جواز سفر فلسطينى فى مكان ضبط أبوشيته.
منذ ذلك الوقت لم يظهر اسم القيادى الجهادى حمادة أبو شيته إلا مؤخرا مع البلاغ الذى تقدم به محمد خطاب، محامى حزب النور السلفى، وكيلا عن هانى عبد الله حمدان، شقيق "أبو شيته"، ضد كل من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ومدير سجن استقبال طره، ورئيس مباحث السجن، لفتح تحقيق عاجل في اتهامهم بالتسبب فى فقد شقيق موكله البصر جراء التعذيب والتنكيل الذى يتعرض له من قبل الشرطة داخل محبسه، على حد ما جاء بالبلاغ.
وذكر البلاغ رقم 7639 لـسنة 2013 عرائض النائب العام، أن رئيس مباحث استئناف سجن طره قام بتعذيب السجين وإهانته والاعتداء عليه بالضرب حتى أفقده حاسة البصر بتاريخ 27 أبريل الماضى.
وطالب محامى حزب النور فى نهاية بلاغه النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل من ارتكب الواقعة، وتكليف فريق من النيابة العامة بالانتقال إلى السجن لبحث الوضع، حيث أضرب المجنى عليه عن الطعام، وتوقيع الكشف الطبى عليه لإعداد تقرير حول الإصابات التى لحقت به جراء عمليات التعذيب المنظمة واتخاذ التدابير اللازمة لعلاجه.
وبعد حادث خطف الجنود السبعة، ربط بعض مشايخ سيناء بين الأنباء التى تواردت عن إصابة "أبو شيته" بالعمى داخل السجن، وبين اختطاف الجنود في سيناء.
وأوضح بعض المشايخ أن شائعة إصابة أحمد أبو شيته (35 عامًا) بالعمى والتي انتشرت قبل 3 أيام، من حادث اختطاف الجنود قد دفعت بعائلته للتظاهر أمس أمام مديرية أمن شمال سيناء للمطالبة بالإفراج عنه، مرجحين أن يكون الأمر قد تطور لتدبير عملية الاختطاف.
وعلى الرغم من نفى هاني أبو شيته، شقيق "حمادة" علاقته وعائلته باختطاف الجنود في سيناء، وتأكيده أن العائلة تبحث مع قوات الأمن عن الجنود المختطفين، إلا أن مقطع الفيديو الذى طالب فيه الخاطفون بالإفراج عن "حمادة أبو شيته" أكد بما لا يدع مجالا للشك أن خاطفى الجنود على علاقة بالقيادى الجهادى المحبوس حاليا بسجن طرة، ومن المؤكد أن الساعات القليلة القادمة ستكشف عن مفاجآت جديدة فى القضية.
تعليقات الفيسبوك