كتبت: رحمة ضياء
74.3 % من الأطفال المصريين لا يفضلون قضاء الوقت مع أسرهم، و50% منهم لا يحبون المدرسة.. هذه هي الأرقام التي توصلت إليها دراسة بحثية، أجراها الأطفال بأنفسهم، بعد تدريبهم على إجراء المقابلات الفردية وتعبئة استمارات جمع البيانات وتحليلها.
وعرض الأطفال نتائج الدراسة، التي استغرقت 6 أشهر، خلال مؤتمر إقليمي، عقد اليوم الثلاثاء في القاهرة، برعاية المجلس العربي للطفولة والتنمية، وناقش أهمية إشراك الأطفال في اتخاذ القرارات الخاصة بهم.
أجرى الدراسة 26 باحثا من الأطفال (نصفهم ذكور والنصف الآخر إناث)، تتراوح أعمارهم من 14 إلى 17 عاما، في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وبني سويف.
وقاموا خلال الدراسة بعمل 104 مقابلة فردية، وتعبئة ألف وأربعين استمارة جمع بيانات من أطفال في المنازل والمدارس والشوارع، تتراوح أعمارهم من 7 إلى 18 عاما.
ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن 51% من أطفال الشوارع لا يفضلون التواجد في الشارع بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات جسدية ونفسية.
وشملت الدراسة 200 طالب عبر 37 منهم عن عدم تفضيلهم للتواجد مع المشرفين، نظرا لما يتعرضون له من سوء معاملة.
وقال 35.4% من الذين شملتهم الدراسة إنهم يتعرضون للإيذاء من أصدقاء لهم ولا يفضلون التواجد معهم.
وقال الطفل مازن علي، 17 عاما، إن نصف الأطفال المبحوثين عبروا عن عدم حبهم للمدرسة بسبب سوء المعاملة التي يلقونها داخلها، وتعرضهم للعنف سواء خلال الشجار مع زملائهم أو العقاب البدني من المعلمين، وأيضا بسبب ثقل المهام والواجبات المدرسية المفروضة عليهم.
وقالت الطفلة إيلاريا فرج، 16 عاما، إحدى الباحثات، إن الأطفال برروا عدم تفضيلهم لقضاء الوقت مع العائلة، بوجود فجوة بينهم وبين أسرهم، سواء لتعرضهم للعنف اللفظي أو الجسدي، أو لعدم إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم بحرية، ولذلك يفضلون قضاء الوقت مع الأصدقاء.
وأضافت في تصريح لأصوات مصرية، على هامش المؤتمر، أن الائتلاف المصري لحقوق الطفل عرض عليها فكرة المشاركة في إجراء الأبحاث وتحمست لها، لرغبتها في مساعدة الأطفال من خلال التعبير عن مشاكلهم وتوصيل صوتهم للمسؤولين.
وقالت آلاء صالح، 13 عاما، لأصوات مصرية، "حبيت الفكرة جدا لأنها عرفتني بحقوقي كطفلة، وإزاي أقدر أعبر عنها، وعرفتها لكل زمايلي في المدرسة وقلتلهم يكلموا عنها أصحابهم".
وقالت زهرة محمد، 17 عاما، إنها استفادت من التجربة، ومن خلالها يتم تعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم وإعدادهم للقيادة في المستقبل.
وأضافت، "مستقبل الشخص بيتحدد من طفولته، ولو تم تأهيله من الصغر هيقدر يكون مواطن صالح في المستقبل".
وأوصى الأطفال الباحثون بتفعيل المادة 80 من الدستور والتي تنص على كافة حقوق الطفل، وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسي والتجاري.
وأكدوا على أهمية تأهيل الأباء والأمهات للتعامل بشكل أفضل مع أبنائهم واهتمامهم بالجانب الترفيهي للأطفال، وكذلك تدريب المعلمين والإخصائيين الاجتماعيين بالمدارس على كيفية التعامل مع الطلاب وبحث مشكلاتهم.
تعليقات الفيسبوك