تتوافد إلى مدينة بورسعيد منذ الاسبوع الماضي قوافل طبية ورحلات جماعية من القاهرة للتواصل مع أهالي المدينة الساحلية ومؤازرتهم معنوياً، بعد فرض حظر التجول عليها إثر المواجهات الدامية التي شهدتها مؤخراً حيث استشهد أكثر من أربعين شخصاً في اشتباكات مع قوى الامن.
آخر القوافل التي جاءت من القاهرة ضمت حوالي مئة شخص من مواطنين عاديين إلى سياسيين وفنانين جاءوا في حافلتين كبيرتين ، نقلوا فيها حوالي عشرين صندوق أدوية بقيمة 25 ألف جنيه.
وعلقت الحقوقية إيناس مكانوي على هذه المبادرة قائلةً "جاءتني الفكرة أنا والدكتورة منال عمر استشارية الطب النفسي. وفي خلال يومين فقط جمعنا أدوية كثيرة جداً من خلال تبرعات من أفراد، وأرفض أن نقول أحزاب أو مجموعات فنحن كلنا مصريين".
استقبل أهالي بور سعيد القافلة بمسيرة حاشدةً انطلقت من أمام مسجد مريم لتجوب شارع الثلاثيني أهم شوارع المدينة. وأدان المشاركون استشهاد الشباب، ورددوا هتافات ضد الرئيس محمد مرسي ونظامه، مطالبين بإسقاطه باعتباره المسؤول عما حدث وهتافات أخرى مثل "في السويس وفي بورسعيد، يموت شهيد يجي شهيد".
وطالب جورج إسحاق عضو جبهة الإنقاذ الوطني والمرشح السابق بمجلس الشعب عن دائرة بورسعيد بإنشاء لجنة تحقيق بما حدث "ولا أقول لجنة تقصي حقائق فنحن لا نريدها، أقصد ندب قاض للتحقيق لأن ما وجد بالحالات هو رصاص حي ولابد من المحاسبة على هذا العنف المميت".
واندلعت أعمال العنف في 26 يناير بعد الحكم على 21 متهماً بورسعيدياً بالإعدام في قضية مذبحة بورسعيد التي وقعت العام الماضي عقب مباراة لكرة القدم بين فريق الأهلي القاهري والمصري البورسعيدي، وراح ضحيتها 74 مشجعاً من جمهور النادي الأهلي.
وبالرغم من سخونة الأحداث السياسية أكد أحمد البرعي الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطني ووزير القوى العاملة السابق "إن هذه الزيارة ذات طابع إنساني وليس لها أي طابع سياسي، ولابد من تلك المؤازرة والوقوف بجانب مدينة بورسعيد الباسلة على مر التاريخ المصري".
أما المنتج محمد العدل فقد أكد أن "بورسعيد جزء من شعب مصر، وهي محافظة هامة وذات أصول تاريخية. لذلك أرفض أن نطلق مسميات مثل شعب بورسعيد أو شعب السويس أو شعب الاسماعيلية، فنحن جميعاً شعب مصر وأرفض تقسيم أنفسنا". وأضاف "لو في وقت من الأوقات أصابني مكروه فباقي المحافظات هي التي ستنجدني وتقف بجانبي".
وعند وصول القافلة إلى مبنى المحافظة أقيمت في الحديقة العامة أمامه صلاة الغائب على روح الشهداء، ثم توجهت إلى مستشفى بورسعيد العام لتسليم الأدوية إلى مديره الدكتور محسن محفوظ الذي تحدث بامتنان قائلاً "هذه مبادرة طيبة، أشكر كل من جاء اليوم وكل من شارك في إحضار هذه الأدوية، وإن كنا لا نحتاج إلى بعضها لتوفرها لدينا ولكن سيتم تخزينها تحسباً للظروف الطارئة، لذلك في رأيي أن أهم من تلك الأدوية هي الزيارة المعنوية التي تؤكد على ترابط الشعب المصري الواحد وكل المحافظات وبالأخص في المحن العصيبة مثل تلك الاوقات".
يذكر أنه بعد الأحداث التي وقعت عقب مباراة كرة القدم، حمّل البعض مسؤولية ما حدث لكل أهل بورسعيد وأصبحت هناك ضغينة بين أهل بورسعيد والقاهرة، وزاد الشرخ بعد الحكم الأخير حيث احتفل مؤيدو الاهلي في القاهرة فيما امتلأت بورسعيد بالأمهات الثكلى.
وجاءت مبادرة القافلة لتبدد بعضاً من هذا الجفاء كما تقول سامية محمد صالح، أمين لجنة تنمية الموارد بحزب الدستور ببورسعيد. "كان هناك تخوف من رد فعل البورسعيدية ولكن أنا سعيدة اليوم بالعدد الكبير الذي جاء إلينا محملاً بالود والحب والتقدير، فهي زيارة معنوية هامة".
أما رد فعل الشارع البورسعيدي فانقسم، البعض شارك في المسيرة للتأكيد على ان أهالي القاهرة وأهالي بورسعيد أشقاء كما ذكر الحاج حسن الوهيبي وهو صاحب محل كباب وكفتة. "أنا سعيد جداً وحاسس بدفئ وإطمئنان عند مشاهدتي لتلك القافلة، وأحمد ربنا أن الوضع بدأ يستقر إلى حد ما حتى بعد إعلان حالة الطوارئ هنا وفرض حظر التجوال".
يذكر أنه في الأسبوع الماضي أعلن الرئيس مرسي حالة الطوارئ في محافظات القناة الثلاث وهي بورسعيد والسويس والاسماعيلية، وفرض حظر التجوال الليلي عليها.
ولكن على عكس الحاج حسن رأت المواطنة البورسعيدية عزة محمود "أننا لسنا في حرب ولا نحتاج إلى ذلك الدعم، ولكن حتى لا يفهم كلامي خطأ فأنا أرحب بأخوتي الذين جاءوا من القاهرة وأي شخص يزور بورسعيد، ولكن الحالة عندنا جيدة ولا نحتاج لأي دعم والحمد لله".
تعليقات الفيسبوك