السيسي يخفض توقعات التغيير في مصر

الخميس 08-05-2014 PM 08:04
السيسي يخفض توقعات التغيير في مصر

ربما كانت الرسالة الأهم التي يوجهها المرشح الرئاسي الأقوى في مصر عبد الفتاح السيسي هي وجوب ألا يتوقع المصريون ديمقراطية فورية أو إصلاحات اقتصادية سريعة لكن عليهم أن يتحدوا معا للتضحية المشتركة.

ومن المتوقع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في وقت لاحق هذا الشهر ليصير أول رئيس بعد محمد مرسي الذي أعلن الجيش عزله في يوليو تموز الماضي بعد احتجاجات حاشدة.

وخرج السيسي على الرأي العام هذا الأسبوع خلال مقابلة تلفزيونية طويلة وتصريحات علنية أخرى. وبدا أن كلماته مصاغة بعناية لتخاطب رغبة المصريين الشديدة في الاستقرار ولوضع حد لحقبة التحول السريع منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك عام 2011.

وقال السيسي في تصريحات نقلتها صفحة حملته على فيسبوك "هناك مشكلة كبيرة فى قراءة الواقع الذى نعيشه الآن حيث نتجه دائما إلى استدعاء صورة فى ديمقراطيات مستقرة ودول سبقتنا بسنوات طويلة ومقارنتها بالوضع فى مصر."

وأضاف "تطبيق النماذج الديمقراطية الغربية على الواقع المصرى يظلم المصريين.. المجتمع المصرى ما زال أمامه وقت حتى ينعم بالديمقراطية الحقيقة كما ينبغى أن تكون."

وكشفت المقابلات التي أجراها السيسي عن الشخصية الصارمة التي يقول أنصاره إنها تظهر أنه رجل أفعال حازم ويقول معارضوه إن تلك المقابلات أظهرت مؤشرات على أنه سيصبح حاكما مستبدا.

وفي مقابلة مع قناتي سي.بي.سي. و أون تي في التلفزيونيتين تفادى السيسي الدخول في تفاصيل بشأن السياسة التي سينتهجها. ولم يقل الكثير عندما سئل عن مواضيع حساسة ووبخ محاوريه المؤيدين للجيش عندما كانا يقاطعانه.

كما لمح السيسي إلى نهج حذر في الإصلاحات الاقتصادية قائلا إنه ينبغي على الدولة ألا تسارع برفع الدعم عن الوقود والمواد الغذائية التي يقول داعمون غربيون إنها لم يعد بالإمكان الإبقاء عليها وقوضت الماليات العامة للدولة.

وقال "الدعم مش هتقدري تتخلصي منه مرة واحدة.. محدش هيستحمل كده." وشدد في الكثير من تصريحاته على ضرورة بذل الجهود على مستوى وطني. ودعا المصريين كافة لبذل التضحيات في إشارة إلى أنه لا يملك حلولا جاهزة للفقر أو تنامي الأنشطة المسلحة التي يقوم بها إسلاميون أو البطالة.

وقال ناثان براون وهو خبير في الشأن المصري في جامعة جورج واشنطن الامريكية إن خطاب السيسي يدور بشكل أكبر عن ضرورة العمل الجاد ولا يقدم حلولا مرضية ملموسة.

وأضاف "لم يتضح بعد إن كان ذلك سيشكل فارقا. لكنه مؤشر على أنه يريد أن يبقي التوقعات منخفضة."

ويتوقع أن يفوز السيسي بسهولة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يومي 26 و 27 مايو أيار. والمرشح الآخر الوحيد في الانتخابات هو السياسي اليساري حمدين صباحي الذي جاء في المركز الثالث في الجولة الاولى من الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2012.

ويساور المصريون القلق ولا سيما بشأن الاستقرار في البلد الذي يشهد مظاهرات وعنف سياسي منذ سقوط مبارك. ويرى كثير منهم أن السيسي هو الحل رغم أن رجال الجيش الذين حكموا مصر منذ 1952 اتهموا بسوء إدارة البلاد.

ويخشى معارضو السيسي أن يصبح الرجل زعيما مستبدا آخر سيحافظ على مصالح الجيش والمؤسسة التي تنتمي لحقبة مبارك. وتتهم جماعة الاخوان المسلمين - التي دفعت بمرسي للسلطة في الانتخابات- السيسي بتدبير انقلاب ضد رئيس شرعي وبانتهاك حقوق الإنسان.

ويقول السيسي إنه استجاب لإرادة المصريين الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة ضد حكم مرسي. وأقر السيسي بحدوث تجاوزات. فقال "يلزم أن نتفهم أنه مش ممكن يكون فيه موقف أمني بالعمق والارتباك ده ويخلو من بعض التجاوزات والقانون يحدد الإجراءات التي تتخذ من أجل وقف التجاوزات."

لكنه كان واضحا بأنه سيواصل حملته لتدمير الاخوان التي فازت في كل الانتخابات منذ الإطاحة بمبارك لكنها عادت للعمل تحت الأرض منذ أن قتلت قوات الأمن مئات من أعضائها واعتقلت آلافا آخرين.

وعندما سئل إن كانت الجماعة لن يكون لها وجود خلال فترة رئاسته أجاب "أيوة كدة".

التصميم والتطوير بواسطة WhaleSys