قال يوسف القرضاوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر- إن مفتي الجمهورية السابق علي جمعة أصدر فتاوى مرفوضة "لا تقوم على كتاب ولا سنة"، مشيرا إلى حديث جمعة في فيديو وصفته وسائل التواصل الاجتماعي بأنه مسرب عن لقاء له بضباط من الجيش والشرطة من بينهم الفريق السيسي وزير الدفاع ومحمد إبراهيم وزير الداخلية.
وكتب القرضاوي -رئيس "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين"- على صفحته على موقع فيس بوك- "في وسط هذا الضجيج الذي أحدثه الانقلابيون في قلب مصرنا العزيزة، من مجازر هائلة، لم يَر تاريخنا لها مثلا، يخرج المسمى علي جمعة في لقاء خاص كتمه الداعون، ليجتمع بالعسكريين الحاكمين، ليفتيهم فيما يجب أن يعملوه في خصومهم".
ولم يتسن التحقق من طبيعة الفيديو المنسوب لجمعة ولا مناسبته، ويظهر فيه حديث جمعة غير متصل وإنما أجزاء مختارة من حديثه.
ويظهر جمعة في الفيديو وهو يقول "إضرب في المليان..إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج..طوبى لمن قتلهم ..من قتلهم كان أولى بالله منهم....يجب أن نطهر مصر من هؤلاء الأوباش ..إنهم لا يستحقون مصريتنا ..يجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب...يقولون الشرعية .أي شرعية؟ الإمام المحجور (ربما في إشارة للرئيس المعزول محمد مرسي) ذهبت شرعيته والرسول سمى الخوارج كلاب النار".
كان علي جمعة قال في أواخر الشهر الماضي إن عشرات من طلاب "منتمين لجماعة الإخوان المسلمين" اقتحموا قاعة مناقشة رسالة للماجستير بقسم الدراسات العليا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ووجهوا إليه السباب، وإن الطلاب "تلفظوا بألفاظ نابية وهتافات ضد الجيش المصري، واعترضوا على ما سموه حكم العسكر وعلى شخصي لوقوفي مع الدولة المصرية والشرعية والاعتدال والأزهر والفقه الإسلامي الموروث، ووقوفي ضد الإجرام ومذبحة قسم كرداسة".
ويقول القرضاوي إن جملة "إضرب في المليان" تنافي ما قرره الفقه الإسلامي الذي يرى التدرج في استخدام القوة والسلاح عند القتال، وقال "لا يقول عالم شرعي يعتمد على القرآن والحديث: اضرب في المليان، واقتل في كل حال".
وكان يوسف القرضاوي دعا المصريين قبل أيام إلى الخروج يوم السادس من أكتوبر لإسقاط من سماهم قادة الإنقلاب وأتباعهم الذين وصفهم بأنهم "قلة قليلة خادعون زائفون".
وانتقد القرضاوي ما سماه "الانقلاب العسكري" حين قام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو الماضي بعزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل الدستور، كما انتقد شيخ الأزهر مرارا منذ ظهوره في بيان "العزل".
ولم يبين الفيديو من يقصدهم جمعة بالخوارج، لكن القرضاوي أشار إلى أن المقصود بهم المنتمين للإخوان وقال "وكيف يكونون خوارج، ومن مقومات الخوارج أن يكون لهم سلاح، وأن يشهروه بالفعل على الحاكم الشرعي، ولم يثبت ان واحدا من الإخوان وأعوانهم طوال شهر رمضان، وما قبله، وما بعده: كان معه أي سلاح".
وأضاف "الخوارج الحقيقيون هم الذين خرجوا على الرئيس المنتخب، الواجب إطاعته وتنفيذ أمره، كما جاء في شرع الله، وأمر به الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وأقوال أساطين العلماء الصادقين".
وبشأن قول جمعة "الإمام المحجور ذهبت شرعيته" قال القرضاوي "الشرعية ثابتة يا جنرال علي بالانتخاب الذي أجرته الأمة، وانتخب الرئيس بأغلبية في انتخابات نزيهة مائة في المائة، وبالدستور الذي تأيد بعدة انتخابات، وبمجلس الشورى الذي أيده، وظل قائما إلى أن قام الانقلاب العسكري، الذي نكث العهود وأخلف الوعود، وتعدى الحدود".
ونفى القرضاوي أن يكون مسجد الفتح في رمسيس من مساجد الضرار "التي حرقها الرسول"، معلقا على قول جمعة عن المسجد الذي شهد اشتباكات بين انصار مرسي والأمن قبل أسابيع "عندما رأيت صور مسجد الفتح بالزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه. وكأن الله أنزلها في أولئك. مسجد حرقه رسول الله، لماذا؟ لأنه لا يريد هذه اللواعة، ولا هذا المكر، ولا هذا الاثم في الظاهر، والفساد في الباطن".
وتابع القرضاوي "الشيخ على جمعة يحرف النصوص، ويتخرص على محكمات القرآن، ومستفيضات الأحاديث، ومواضع الإجماع، وما التقت عليه الأمة، ويقف ضد علماء الأزهر، وعلماء الأمة الإسلامية، ورجال السلف، وأئمة الدين، معتزا بأنه معه رجال الجيش، ولو كان هؤلاء كلهم معه، ما أغنوا عنه من الله من شيء، فكيف والذين يحضرون معه في مكان غير معروف، وزمان غير مكشوف، شرذمة قليلة، أمام الجمهور الأكبر من المصريين، ومن العرب، ومن المسلمين، ومن أحرار العالم وشرفائه".
كان مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر قال في وقت سابق إن الأزهر تلقى طلبات من أساتذة الجامعة وبعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لإسقاط عضوية الدكتور يوسف القرضاوي -المقيم حاليا في قطر- من هيئة كبار العلماء على خلفية "إساءته لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب وللهيئة".
تعليقات الفيسبوك