أدى الرئيس محمد مرسي، صلاة الجمعة اليوم بمسجد حسن الشربتلي بالتجمع الخامس، وهو المسجد الذي كان قد شهد مشادات وهتافات واعتراضات من قبل بعض المصلين ضد خطيب الجمعة في آخر مرة أدى فيها الرئيس الصلاة به قبل الاستفتاء على الدستور، نظرا لما وصفه وقتها بعض المصلين بمحاباة الخطيب للرئيس في خطبة صلاة الجمعة.
ومنذ فترة كان يؤدي الرئيس صلاة الجمعة في مساجد أخرى غيره، ولكن اليوم لم تحدث مشادات بالمسجد بعد صلاة الرئيس فيه ، ولكن المصلين نادوا على الرئيس خلال خروجه من المسجد وطالبوه بعدة مطالب منها الإفراج عن المعتقلين المصريين في السعودية والإمارات ، وتوفير المياه للزرع، وتفعيل القانون ضد البلطجية.
أما خطيب الجمعة بالمسجد هذه المرة فكان الدكتور محيي عفيفي، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق وخطيب مسجد حسن الشربتلي ، فقد أكد في خطبته اليوم على ضرورة شعور المسلم بـأنه فاعل في المجتمع وجزء منه ، مشيرا إلى مرور 521 عاما على سقوط الأندلس والتي علمت الغرب معنى التقدم والحضارة .
وقال الخطيب:هناك شعور ينبغي أن يستولي على نفس المؤمن ، وهو أن يشعر المؤمن بأنه مدين لهذا المجتمع الذي يعيش فيه ، في وحدته المصغرة الممثلة في الأسرة والوالدين إلى أن تكتمل الدائرة في المجتمع، من المعلمين والمربين، فضلا عن كل إنسان في تخصصه يقوم بمهام التخصص والوظيفة المنوط بها.
وأضاف الخطيب أن المجتمع المسلم لا بعرف الفردية بل يعرف التعاون والتلاحم، لذا يقول الله تعالى :"وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "، مشيرا إلى أن التكريم والاحترام في الإسلام للإنسان لكونه إنسانا دون النظر إلى ديانته أو جنسيته أو لونه ، ولذا جاء الإسلام ليربي المسلمين على هذا الفهم، وبقدر إحساس الفرد بحق المجتمع بقدر ما تعلو قيمته عند الله تعالى ، لذا فإن العبادات في الإسلام هي روح تسري في أوصال المجتمع ، فالمسلم حين يتوجه إلى الله تعالى ويقرأ في سورة الفاتحة " إياك نعبد وإياك نستعين "كان المنطق أن يقولها بصيغة المفرد لتصبح إياك أعبد وإياك أستعين لكن الله يربينا على أن نكون جماعة، وكذلك الصيام يكون في أيام معدودة لجميع فئات المجتمع الكل يعاني من الجوع والعطش والحرمان من الشهوات على الجميع الرئيس والمرؤوس الغني والفقير ،موضحا :"جميع العبادات في الإسلام ترسخ مفهوم التعاون والترابط في المجتمع الواحد "
وأوضح الخطيب : أن اجتماع كلمة المسلمين من أهم ما ركز الإسلام عليه ،لذا عندما قيل لأحد العلماء إن الناس اختلفوا على عدد ركعات صلوات التراويح قال : أرى أن يتم إغلاق المسجد لأن صلاة التراويح نافلة ووحدة المسلمين واجبة.
وقال الخطيب إن شعور الانتماء لهذا الوطن يملي على كل مسلم وعلى كل مؤمن بالله تعالى أن يكون انتماؤه لله ورسوله أولا ثم لوطنه وبني وطنه،أن الاسلام لايعرف منطق الأنانية والشح ولا يعرف منطق " أنا ومن بعدي الطوفان " وإنما يرمي لترسيخ الصلات بين المسلمين ، إن المسلمين أشبه بالجسد الواحد الذي إذا أصابته عله كانت هناك حالة استنفار في بقية أجزاء الجسم .
وقال الخطيب: قبل يومين كانت الذكرى رقم 521 عاما على سقوط الأندلس التي ظل الإسلام فيها 8 قرون ، كانت آخر معاقل المسلمين في بلاد الأندلس في غرناطة ، وكانت الحضارة الأوروبية في الأساس في الأندلس ، ولكن حينما انفرط عقد الأمة زالت دولة الإسلام في الأندلس ، وبسبب البعد عن منهج الله تعالى ، كما انهارت بسبب عدم تطبيق شرع الله وانغماس المسلمين وحكامهم في الملذات وتشييد القصور وأصبح الهدف هو المغنيات والراقصات والمغنيين ، كما انهارت عندما تحالف بعض حكام المسلمين مع خصوم الإسلام.
أضاف الخطيب ، انهارت الدولة الإسلامية حينما انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بقضايا ليست من الأولويات في ذاك الزمان ، وتركوا الشعب وانشغلوا بالمعارك الكلامية ،قائلا :" العلماء هم المنوط بهم جمع كلمة الأمة ووضع في ذهنهم لفقة الأولويات ولم الشمل ، ينبغي أن يتكاتف الجميع وأن تكون الهمة والغاية التي يسعى الناس إليها نصرة دين الله تعالى ولا يتحقق ذلك من خلال أداء العبادات فقط بل تقتضي نصره الله تعالى تكييف حياة الناس وفق شرع الله تعالى "
وبكى الخطيب في نهاية الخطبة داعيا :"اللهم وحد صفوف المصريين.. اللهم أعد لمصر مجدها وعهدها الله والطف بنا يامولانا فيما جرت به المقادير اللهم انصر الإسلام والمسلمين اللهم انصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
تعليقات الفيسبوك