انتقد الكاتب يوسف زيدان اتهام مجمع البحوث الإسلامية له بازدراء الأديان وقال إن المجمع يكيل له "اتهامات خطيرة قد تقوده إلى حبل المشنقة".
كانت نيابة أمن الدولة العليا استدعت زيدان، صاحب رواية عزازيل الفائزة بجائزة البوكر العربية، الثلاثاء الماضي بناء على تقرير مقدم من مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بعد أن رأى في كتابه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" الصادر عام 2009 ما "يستوجب اتهامه جنائياً".
وقال زيدان في تصريحات، أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه "لا معنى لاتهامه بازدراء الأديان لمجرد قوله إن الأديان السماوية الثلاثة هي أديان رسالية فهي كذلك بالفعل".
وتساءل "أين هي الفتنة الطائفية التي أثارها الكتاب وأين هي الأفكار المتطرفة التي روج لها".
الا أنه أعرب عن قلقه من نتائج التحقيق معه، وقال إنه غير مطمئن إلى الأمر بصفة عامة في ضوء أن تقرير مجمع البحوث الإسلامية الذي يتم التحقيق معه بمقتضاه يطالب بتطبيق المادة 77 من قانون العقوبات عليه وهي المادة نفسها التي استند إليها الحكم الصادر مؤخرا بإعدام عدد من أقباط المهجر بتهمة إنتاج الفيلم المسيء إلى الرسول "وهذه معناه أنني قد أكون في طريقي إلى حبل المشنقة".
وأوضح أن تقرير مجمع البحوث الإسلامية يطالب بحظر الكتاب استنادا إلى أنه يقول بتاريخية النص القرآني وهو أمر غير دقيق، معتبرا ما يحدث "أمر مبهم ولا يجد له غرضا سوى إلهاء الناس مع أن الكتاب هو محاولة لفهم أسس العنف الديني وتلافيها بأقل الخسائر".
وشدد على أن كتابه يدعو إلى "الفهم بديلا للتفهم وإلى الإظهار بديلا للستتار وإلى التعاون الدولي لمكافحة ظاهرة عابرة للحدود".
كانت النيابة أعطت زيدان مهلة شهرا للرد على تقرير مجمع البحوث الذي "يكيل له الاتهامات".
وفي الكتاب، موضوع القضية، يتتبع زيدان أهم الأفكار، التي شكلت تصور اليهود والمسيحيين والمسلمين، لعلاقة الإنسان بالخالق، ومن ثم، كيف توجه علم اللاهوت المسيحي، وعلم الكلام الإسلامي، إلى رؤى لاهوتية يصعب الفصل بين مراحلها. ويناقش الكتاب، ويحلل ويقارن ويتتبع، كما يقول زيدان، تطور الأفكار اللاهوتية على الصعيدين المسيحي والإسلامي. والغاية إدراك الروابط الخفية بين المراحل التاريخية التقليدية، المسماة بالتاريخ اليهودي والتاريخ المسيحي والتاريخ الإسلامي.
تعليقات الفيسبوك