أعلن عالم المصريات الهولندي أولاف كابر عن اكتشاف أثري في منطقة الواحات الداخلة في مصر يرجح أن جيشا فارسيا من 50 ألف جندي، قيل طويلا إنه اختفي بسبب عاصفة رملية شديدة، لقى هزيمة هناك على يد متمرد أصبح لاحقا الفرعون بيتوباستيس الثالث في عام 524 قبل الميلاد.
وقال كابر اليوم لأصوات مصرية "اكتشفنا لأول مرة كتلا حجرية من بقايا معبد في منطقة "أمهدة" بالواحات الداخلة تحمل ألقاب الفرعون بيتوباستيس الثالث الذي تمرد على الغزو الفارسي لمصر، ما يعني أن تمردا قاده ارتبط بالواحات، ويرجح الكشف أن جيش قمبيز الثاني الفارسي لقى هزيمة على يديه".
وغزا الفرس مصر في نهاية القرن 26 قبل الميلاد وحكموها نحو 120 عاما في عهد الأسرتين الـ27 والـ28 من بين 30 أسرة فرعونية، وحكموها مجددا لفترة قصيرة قبل غزو الإسكندر الأكبر لها عام 332 قبل الميلاد.
وأضاف كابر "هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها نقوش تتعلق ببيتوباستيس في الواحات، بخلاف نقوش من منف (جنوب الجيزة)، ونقش في اللوفر"، وأشار إلى أن تفاصيل الكشف ستنشر بالتفصيل لاحقا هذا العام.
وأشار كابر إلى ما كتبه الرحالة والمؤرخ اليوناني هيرودوت بعد اختفاء الجيش بخمسة وسبعين عاما بأنه تعرض لعاصفة رملية شديدة ولم يعد من الصحراء، قائلا "إن الكشف يوضح أن الجيش لم يمر فحسب بالصحراء بل أرسل إلى الواحات التي كانت وجهته للقضاء على متمردين، وإنه على الأرجح هزم".
ويضيف "بيتوباستيس الثالث استعاد جزءا من مصر كان الفرس احتلوه، ووجود اسمه في الواحات الداخلة يجعل من المحتمل أنها كانت قاعدة حشد قوة لتمرده على الغزو الفارسي الذي استطاع طردهم من منف لاحقا وتوج فرعونا هناك".
ويقول كابر "من غير المرجح أن تكون عاصفة رملية قضت على الجيش...ليس هناك أي واقعة شبيهة في التاريخ..الإمبراطور الفارسي داريوس الذي احتل مصر مجددا بعد عامين أرجع هزيمة سلفه قمبيز المخزية إلى عوامل طبيعية".
ويضيف "منذ القرن التاسع عشر يبحث كثيرون عن هذا الجيش؛ هواة وعلماء آثار..البعض يتوقع أن يجده في مكان ما ..جيشا كاملا بكل معداته، من الخبرة في الصحراء أنه لا أحد يموت بسبب عاصفة رملية ناهيك عن جيش كامل".
تعليقات الفيسبوك