تباينت آراء عدد من السياسيين بشأن الأزمة التي تفجرت مؤخرا بين حزبي النور السلفي والحرية والعدالة الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على خلفية إقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون البيئة والذي ينتمي إلى النور.
وأصدر الرئيس محمد مرسي قرارا بإقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئاسة لشئون البيئة بعد تقارير رقابية كشفت عن محاولته استغلال منصبه، وفقا لما تداولته وسائل الإعلام.
وأكد نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي أن "إقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون البيئة لا يمكن فصلها عن التحركات الأخيرة لحزب النور والتى استهدف من ورائها إلى التواصل مع القوى السياسية المختلفة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ الوطنى".
وقال بكار، في تصريح خاص لـ"أصوات مصرية"، إن المبادرة الأخيرة التي طرحها حزب النور، والتي تضمنت بنودا تلاقت مع بنود جبهة الإنقاذ الوطنى ولم تلق قبول قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة خاصة فيما يتعلق بإقالة النائب العام وحكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن فصل هذه المبادرة عن سياق إقالة خالد علم الدين".
وتابع "إقالة الدكتور علم الدين بدعوى شبهة تورطه فى استغلال منصبه أمر يثير السخرية".
وقال بكار "إذا كانت مؤسسة الرئاسة قد استندت إلى مبدأ الشبهات في إقالة الدكتور خالد علم الدين، فإنها يجب أن تستند إليه أيضا مع المسئولين الآخرين وبالتالى يجب إقالة كل مسئول وجهت إليه اتهامات مثل الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية سابقا ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لأنه استدعي للنيابة وكذلك إقالة وزير الطيران لشبهة تعيينه ابن الرئيس من خلال المحسوبية كما يجب على الرئيس مرسى نفسه أن يقدم استقالته لوجود شبهات حول تورط بعض مرؤوسيه في قتل المتظاهرين".
ووصف كارم رضوان عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين تصريحات قيادات حزب النور والخاصة بأخونة الدولة بـ"غير المسؤولة"، معتبرا أن "المصالح الحزبية الضيقة هي التي تقف وراء قيام قيادات حزب النور بإطلاق تصريحات لا دليل عليها مثل أخونة الدولة".
وأشار رضوان إلى أنه تجري الآن اتصالات لاحتواء الأزمة فى أسرع وقت ممكن.
ووصف ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي، الأزمة الدائرة الآن بين الحرية والعدالة والنور بأنها "صورة للمنافسة السياسية التي تحتدم فى بعض الأوقات نتيجة معطيات ومستجدات تفرض نفسها على المشهد السياسى".
وقال "هذه المنافسة قد تحتدم وتصل فى وقت ما إلى نقطة الصدام بين طرفين أو أكثر من أطراف المعادلة السياسية وهذا ما حدث في الأزمة بين حزبي النور والحرية والعدالة"، مشيرا إلى أن حديث قيادات حزب النور عن أخونة الدولة هى "جزء لا يتجزأ من هذا الصراع الذى يتضمن فى داخله حرب تصريحات بين الأطراف السياسية".
ولفت إسماعيل إلى أن هناك رموزا تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي أعربت عن رغبتها فى التدخل لإحتواء الأزمة بين الحزبين، وأضاف "قد تشهد الساعات المقبلة نتيجة هذه الوساطة".
وقال سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية، إنه "لا يمكن فصل إقالة مستشار رئاسة الجمهورية الذي ينتمى إلى حزب النور عن معطيات سياسية أخرى أهمها جلوس قيادات الحزب مع قيادات جبهة الإنقاذ الوطني والاتفاق على بعض البنود التى تسببت فى هجوم قيادات جماعة الإخوان المسلمين على النور".
وأكد أن انضمام حزب النور لجبهة الإنقاذ الوطني "يمثل قلقا كبيرا لجماعة الإخوان، خاصة بعد أن أدرك السلفيون أن الجماعة تريد السيطرة على كل مفاصل الدولة وأنها تستخدمهم وسيلة لتحقيق ذلك".
وقال إن السلفيين انقلبوا على الإخوان المسلمين "بعدما ايقنوا أن الإخوان يستخدمونهم لتحقيق أهدافهم وأنهم خرجوا من مولد المناصب الوزارية بلا منصب"، مشيرا إلى أن السلفيين بعد ثورة يناير لم يكن لديهم الخبرة الكافية بدهاليز العمل السياسي، وبالتالي لم يجدوا أمامهم سوى السير فى ركاب جماعة الإخوان المسلمين.
وأكدت الدكتورة كريمة الحفناوى عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، أن أزمة جماعة الإخوان المسلمين مع حزب النور ستتكرر مع كل حلفاء الجماعة خلال الفترة القادمة.
وأرجعت الحفناوي ذلك إلى أن "الإخوان المسلمين لا يرون إلا أنفسهم ولا يسعون إلا إلى تحقيق مصالحهم، وبالتالى يتخذون حلفاءهم وسيلة لهم وإذا تعارضت مصالحهم مع مصالح حلفائهم فإنهم يسعون إلى تدميرهم"، مشيرة إلى أن هذا ما حدث عندما انشق عدد من قيادات حزب النور وكونوا حزب الوطن.
تعليقات الفيسبوك