قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس يوم الخميس إنه يعتزم استثمار مليار دولار في مصر في 2014 فور إقرار الدستور وحذر من أن مصر مهددة بالافلاس بدون انتعاش اقتصادي سريع ولكن يجب ألا تستمر في طلب المساعدة من دول الخليج.
وفي مقابلة مع رويترز في مكتبه الفاخر المطل على نيل القاهرة قال ساويرس إنه ليس هناك حد لما ينوي استثماره في مصر "لكن في عام 2014 لدي ميزانية مليار دولار سأستثمرها شخصيا في مصر في قطاعات متنوعة صناعية وزراعية ومالية وفي قطاع الاتصالات والانترنت."
وذكر أن شقيقيه رجلي الأعمال ناصف وسميح ساويرس يعتزمان أيضا ضخ استثمارات.
وقال "لديهما نفس النية ولكن لا أعرف الأرقام. نحن مستقلون تماما في عملنا ولذا لا أعرف خططهما ولكني أعرف أن شهيتهمها للاستثمار في مصر الآن كبيرة."
وردا على سؤال عما إذا كانت مشروعات معينة قيد الدراسة حاليا قال ساويرس مبتسما "نعم." ولكنه رفض الكشف عن تلك المشروعات.
وأدت ثلاث سنوات من الاضطرابات عقب الاطاحة بحسني مبارك في عام 2011 إلى تراجع الاستثمارات والسياحة بشدة في مصر.
وتقف أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان على حافة أزمة في ميزان المدفوعات وموازنة الدولة بينما تفاقمت الأزمة السياسية بعد أن عزل الجيش في مطلع يوليو تموز مدعوما باحتجاجات شعبية عارمة الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وتعكف لجنة على تعديل الدستور الذي اقر في أواخر 2012 في عهد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين وأعدته جمعية تأسيسية هيمن عليها التيار الاسلامي.
ومن المقرر أن تطرح التعديلات بعد الانتهاء منها في استفتاء عام ثم تليه انتخابات برلمانية وأخرى رئاسية يتوقع أن تجرى في الربيع المقبل.
وقال ساويرس "مصر على شفا الانهيار. نحن مفلسون وننفق 1.5 مليار دولار شهريا على الدعم كل شهر. من الذي سيعطيك هذا المال؟"
وعقب عزل مرسي ضخت السعودية والإمارات والكويت مليارات الدولارات لمساعدة الاقتصاد المصري الواهن. وتشير المساعدات الخليجية إلى أن مصر بعد مرسي لديها حلفاء أقوياء لهم مصلحة سياسية كبيرة في الحيلولة دون انهيار اقتصادها.
لكن ساويرس قال إن المساعدات الخليجية تكفي لتغطية احتياجات مصر لمدة عام على أقصى تقدير إن لم يكن أقل.
وأضاف "مبعث قلقي أساسا هو أنه ما لم نساعد في تحريك الاقتصاد بسرعة هائلة ستفلس البلاد ... الوضع بهذا السوء. هل سنتوجه كل عام للسعودية والكويت لطلب المساعدة؟ هل هكذا نشعر بالفخر تجاه بلدنا؟"
وتتعرض الحكومة المؤقتة التي يرأسها حازم الببلاوي للانتقادات بسبب عدم التحرك سريعا نحو إنعاش الاقتصاد.
لكن ساويرس قال "ليس من العدل ان نطلب من الحكومة تحقيق نجاحات سريعة أو معجزات سريعة لأن الكل ينتظر الانتهاء من وضع الدستور والتصويت عليه في استفتاء."
واضاف "اعتقد أن الحكومة لا تنتظر وإنما تعمل باتجاه تشجيع الاستثمارات وتبذل كل ما بوسعها. لكن الجميع ينتظر تلك العلامة الفارقة (إقرار الدستور)."
وشدد ساويرس على جاذبية الفرص الاستثمارية في مصر الآن.
وذكر أن بامكان المستثمرين اغتنام الفرصة في قطاع مساكن محدودي الدخل والطاقة والزراعة.
وقال إنه يرى أن مصر جاذبة للمستثمرين "لأن القطاع العقاري رخيص وآخذ في التراجع منذ ثلاث سنوات. وهناك الكثير من الفرص الجيدة لشراء مصانع توقفت عن العمل أو لا تنتج بطاقتها القصوى."
وأضاف "الحكومة متعطشة جدا للاستثمارات حتى أنها ستفعل أي شيء لأي مستثمر جديد."
"وهناك فرص ذهبية الآن في مجال الاستثمار في الطاقة."
ويرأس ساويرس حاليا شركة اوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا وهي واحدة من امبراطورية شركات اوراسكوم التي تملكها عائلته.
ووفقا لساويرس فان مجموعات اوراسكوم توفر أكثر من 100 الف فرصة عمل للمصريين.
وأسس ساويرس قناة تلفزيون أون تي في الخاصة كما أنه شريك في صحيفة المصري اليوم. وهو منتقد صريح لمرسي.
وقال ساويرس إنه مثل كثير من رجال الأعمال الليبراليين يؤيد الدعوات التي تطالب قائد الجيش عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة.
واضاف "الناس يرونه منقذا."
وعقب الاطاحة بمبارك في 2011 دخل ساويرس معترك العمل السياسي بتأسيس حزب المصريين الأحرار.
وقال في لقائه مع رويترز إن حزبه يستعد لخوض الانتخابات العامة المتوقع أن تجري في مطلع العام المقبل بموجب خارطة الطريق السياسية التي أعلنها الجيش عقب عزل مرسي.
واضاف أن 90 بالمئة من وقته الآن مخصص للعمل من أجل فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية.
لكنه قال إنه لن يسعى لمنصب وزاري في الحكومة المقبلة.
واضاف إن الهدف الرئيسي له هو نجاح حزبه في الانتخابات المقبلة حتى يكون جزءا من الحكومة الجديدة.
وبدا ساويرس مهموما أكثر بالاقتصاد وقال "أسوأ مخاوفي هو ألا ينمو الاقتصاد. سيكون هناك كل هؤلاء الفقراء الذي يمثلون 50 بالمئة من السكان وستكون هناك انتفاضة اخرى ليست ضد أحد بعينه وإنما ضد كل شيء."
ويرى الملياردير المصري أنه ينبغي للسلطات ان تحظر كل الاحتجاجات والمظاهرات لمدة عام لكي يستعيد الاقتصاد عافيته.
وعلى مدى سنوات شيد ساويرس امبراطورية اتصالات في الأسواق الناشئة امتدت ذات يوم من كوريا الشمالية إلى الجزائر.
وفي اكتوبر تشرين الأول عرقلت الحكومة الكندية عرضه لشراء شبكة اولستريم للألياف البصرية التابعة لمؤسسة مانيتوبا تليكوم سيرفسز استنادا إلى مخاوف غير محددة تمس الأمن القومي.
لكن ساويرس قال يوم الخميس "هذا هراء. أتحدى الكنديين أن يكشفوا عن تلك المخاوف الأمنية."
وتساءل مستنكرا "شخص مسيحي مؤيد للغرب ولأمريكا مثلي؟ أية مخاوف أمنية تلك؟ كانت غلطة محاولة القيام باستثمار ثان في كندا. انها مضيعة للوقت."
واضاف قائلا "هذا هو السبب في أن كندا متأخرة جدا مقارنة مع امريكا. انه اقتصاد مغلق. انهم يحبون الأصدقاء والأسرة. ويحبون توزيع الأعمال بين خمس وعشر أسر وخمسة وعشرة سياسيين. هكذا تسير الأمور في كندا. فليهنأوا بها!"
وذكر أنه لن يستثمر أكثر في كوريا الشمالية إلى أن يحصل على عائدات استثماراته هناك. وقال "عرضنا عليهم استثمار أي أرباح مرة اخرى في بلدهم."
وذكر ساويرس أن الاستثمار سيعود مرة اخرى لمصر عند انتخاب حكومة جديدة وعندما تتيح كل الاطراف السياسية فرصة للمصالحة.
ورغم أنه كان مؤيدا للانتفاضة التي أطاحت بمبارك قال ساويرس إنه يريد أن يرى مبارك حرا طليقا.
وأعرب عن اعتقاده بأن الأخوان المسلمين ليست لديهم أي فرصة للعودة إلى السلطة مرة أخرى.
"قالوا للناس ان الرخاء سيأتي ولم يأت. قالوا إنهم ديمقراطيون وظهر أنهم معادون للديمقراطية بل وطغاة."
تعليقات الفيسبوك