رغم مرور نحو 20 يوما على إطلاق هاشتاج (thisisegypt#) لدعم وتنشيط السياحة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن التفاعل معه ظل ضعيفا للغاية، خاصة على موقعي فيس بوك وتويتر، فيما كان إنستجرام ويوتيوب أوفر حظا.
وكان وزير السياحة هشام زعزوع قد عول كثيرا على الهاشتاج الذي أطلقه في أجواء حماسية يوم 10 ديسمبر الماضي، والذي يهدف إلى تغيير ما وصفه الوزير بالانطباع السلبي عن السياحة في مصر.
وتسعى مصر إلى تجاوز تداعيات الأزمة الحادة التي خلفها حادث تحطم طائرة روسية في سيناء في 31 أكتوبر، وأسفر عن مقتل 224 شخصا وتعليق روسيا وبريطانيا وتركيا رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
وتتلخص فكرة الهاشتاج في نشر صور من تجارب حياتية وشخصية لرحلات يقوم بها الشباب إلى المواقع الأثرية أو أماكن سياحية في البلاد، على أن يكون التركيز على 4 مناطق رئيسية وهى وادي النيل والبحر الأحمر والبحر المتوسط والصحراء الغربية.
وقال زعزوع في المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق الحملة لمجموعة من الشباب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين دعتهم شركة JWT المكلفة من قبل الوزارة بإدارة الحملة "عايزين نصور 90 مليون صورة ونرفعها على الهاشتاج"، وطلب الوزير في نهاية المؤتمر التقاط صور "سيلفي" معه.
لكن التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي جاء أقل بكثير من طموحات الوزير.
فأغلب المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي لا يعبر عن الفكرة الرئيسية للحملة وهى مشاركة الصور الشخصية لرحلات المصريين داخل المناطق السياحية المختلفة في مصر، لكنها تضمنت في الأساس مشاركات من مواقع إخبارية لما تنشره من موضوعات سياحية بهدف نشر مادتها الصحفية بين مستخدمي الهاشتاج.
هذا بالإضافة إلى أن بعض المشاركات جاءت من صفحات متخصصة في تقديم استشارات السفر والتعريف بالأماكن السياحية والمطاعم والفنادق وأسعارها.
بل إن هذه الحملة استخدمت في كثير من الأحيان خاصة على موقعي فيس بوك وتويتر في اتجاه عكسي، حيث ظهرت مشاركات مكثفة من معارضين للنظام الحالي بنشر صور لانتهاكات الشرطة ضد المواطنين أو جثث لمصريين قتلوا خلال أحداث رابعة أو غيرها من الممارسات الاحتجاجية التي نظمت بعد 30 يونيو.
كما نشر بعض الأشخاص صورا لبعض السلبيات في المجتمع المصري مثل التحرش وإلقاء القمامة في الشوارع والازدحام المروري والتعامل السيء مع السياح خاصة من العاملين في الأماكن الأثرية.
لكن من جهة أخرى كانت هناك مشاركات من بعض الأشخاص بصور عن أماكن سياحية في مصر ملحق بها تعليقات تتحدث عن الطبيعة الجميلة في البحر الأحمر أو الصحراء الغربية.
وقال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة، لأصوات مصرية، إن التفاعل على الهاشتاج جيد جدا وأن الهيئة لديها تقرير متكامل عن عدد الزوار والتفاعل معها.
وأشار إلى أن آخر رقم عن عدد المتفاعلين مع الهاشتاج على الفيس بوك وصل قبل أسبوع إلى ما يزيد عن 400 ألف وأن كثيرا منهم وضعوا صورا وفيديوهات عن مصر.
"صحيح أن هناك بعض التعليقات سلبية لكنها لا تزيد عن 4 أو 5 بالمئة.. لكن 30 بالمئة من التعليقات كانت إيجابية والباقي كان لمتابعين دخلوا على الهاشتاج دون أن يعبروا عن رأيهم بالإيجاب أو السلب".
وبالرجوع إلى موقع الحملة الرسمي (www.thisisegypt.com) يتبين أن له حسابا على تويتر باسم مختلف عن شعار الحملة وهو "Experienceegypt" ويتبع في الأساس هيئة تنشيط السياحة، وتم إنشاؤه في يونيو 2009، وجمع نحو 13.2 ألف متابع وقام بنشر أكثر من 8 آلاف تغريدة، في حين يوجد حساب آخر على تويتر يحمل اسم الحملة "thisisegypt"، جمع 57 متابعا ونشر ما يقرب من 30 تغريدة.
وتوجد صفحة على الفيس بوك، تابعة للحملة ولكن تحمل اسم "Experienceegypt" وقد جمعت نحو 213 ألف متابع فقط، وتم إنشاؤها في يوليو 2013.
أما صفحة فيس بوك التي تحمل اسم الحملة فلم يتجاوز عدد متابعيها 3 آلاف متابع فقط.
كانت أبرز المشاركات التي لفتت الإنتباه وجمعت تعليقات كثيرة داخل الهاشتاج على فيس بوك هى الصور الخاصة بزيارة الممثل الأمريكي المشهور مورجان فريمان والموسيقار العالمي ياني وهما يلوحان بلافتة كتب عليها اسم الحملة thisegypt#.
وكان الملفت للنظر عدم تفاعل مشاهير الفن والسياسة والرياضة مع الهاشتاج باستثناء تعليق من صفحة منسوبة للفنان محمد فؤاد عن صورة تظهر قسيسا يشتري حلوى المولد النبوي فيما تقف بجواره سيدة محجبة تشتري هدايا رأس السنة وعيد الميلاد.
كما كان للفنانة التونسية درة مشاركات متعددة لكنها كانت فقط في نفس يوم حضورها للمؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه الحملة.
وعلق عدد كبير من الأجانب على الصور التي تنشر على هاشتاج thisisegypt# على فيس بوك خاصة التي تتعلق بالآثار الفرعونية.
نانا مواطنة يونانية تقول معلقة على صورة لمعبد أبوسمبل الذي تضع صورتها في ساحته كبروفايل لها "يوما ما سأعود إلى هذا المكان"
فانيا مواطنة من سانتيجو في تشيلي تمتلئ صفحتها الشخصية بصور فرعونية تقول إن "مصر هي حلمي يوما ما سأكون هناك".
كما كانت هناك تعليقات من مصريين تتحدث عن اعجابهم بالمناطق السياحية في مصر .
أمل أبوحسين تعلق على صورة للبحر الأحمر عند طابا قائلة "حلوة يابلدي"
ولم يكن لاسم الهاشتاج بالعربي (هي_دي_مصر) مشاركة تذكر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان للفيديو الذي أنتجته وزارة السياحة للترويج للأماكن السياحية في مصر نصيب كبير من المشاركات بين المتفاعلين على الهاشتاج على الفيس بوك وتويتر وكذلك على صفحة الحملة على اليوتيوب.
وقال أسامة الهادي وهو موسيقي وعازف "الفيديو اللي عملاه وزارة السياحة لتنشيط السياحة في مصر ..عظيم".
وحظى هذا الفيديو الذي يحمل اسم الحملة thisegypt# بمشاهدة جيدة منذ إطلاقه في 10 ديسمبر، حيث اقترب عدد مشاهداته من 600 ألف وينتهي الإعلان الذي يعرض صورا من أماكن مختلفة بمقولة موجهة للمصريين "فى كل حته فى بلدنا حكاية مستنياك زورها وصورها على #thisisegypt..خلى العالم يعرفها زى ما إنت شايفها".
أما الفيديو الذي يحمل اسم الحملة بالعربي (هي دي مصر) والذي تم إطلاقه على اليوتيوب قبل أسبوع فقد اقترب عدد مشاهداته من 183 ألف، ويوجه الإعلان كلمته إلى السياح قائلا "بلدك التانية لسه فيها كتير لسة ماشفتوش.. تعالى وعيشها من أول وجديد..هي دي مصر".
وقناة الحملة على اليوتيوب (https://www.youtube.com/user/egypt/about) تعود إلى بداية العام 2006 وتحمل اسم "Egypt" وحققت نحو 22 ألف مشاركة (share) وجمعت أكثر من 18 مليون ونصف المليون مشاهدة، وتم إنشاؤها في الأساس لهيئة تنشيط السياحة.
وكان الإنستجرام هو الأوفر حظَا من بين مواقع التواصل الاجتماعي التي أنشأتها الحملة، وجمع الهاشتاج عبر إنستجرام، أكثر من 55 ألف صورة، أما حساب الحملة على انستجرام فلم ينشر إلا 717 صورة وجمع ما يقرب من 5400 متابع.
أغلب المشاركين في الهاشتاج على الإنستجرام من الأشخاص الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين وأغلبهم يعمل في مجالات الموسيقى والأزياء والموضة والمهتمين بالرحلات البحرية والأثرية والسفاري.
هدى المفتي مصممة وعارضة أزياء لديها أكثر من 43 ألف متابع تنشر صورا لها في أماكن مختلفة في مصر تحت عنوان "اتبعوني إلى مصر أو (Follow Me To Egypt).
وقال رئيس الهيئة إن الهاشتاج الذي تم إطلاقه يهدف في الأساس إلى التمهيد للحملة الدولية التي بدأتها مصر في الخليج الأسبوع الماضي للترويج للسياحة وإن الغرض منها نشر الصورة الإيجابية عن مصر والتنوع السياحي الذي تتمتع به ولإحداث زخم إعلامي جيد وتعزيز "الشعور الوطين والقومي" لدى المصريين تجاه السياحة.
وأضاف أن الحملة ستطلق في نحو 7 دول أروبية كمرحلة أولى في نهاية يناير حسب ظروف كل دولة وذلك عن طريق دعاية مباشرة في التلفزيون والصحف والطرق بالإضافة إلى حملات على مواقع التواصل الاجتماعي.
موضوعات متعلقة:
تعليقات الفيسبوك